لا دور للشعر أو للنثر والخُطبِ
الدور والله للبتَّار واللهبِ
قد جاوز الحد شارونٌ وزمرته
فأين من نبضهم يغلي لدى الغضبِ
إنَّ الذي حلَّ في قومي يؤرقني
ويحفر العار في ذاتي وفي حسبي
أين الذي سطَّر التاريخ واقعهم
بأحرف من نُضار خالص خضِبِ
أين الذي شاده الفاروق من قيمٍ
أكُلَّه هدَّه تلويحُ مغتصبِ؟!
قد قال: لا يخفضن الرأس منتسب
فالمجد للدين والإسلام والعربِ
أضحكتمو العالم المخمور فاتخذوا
من ذلكم سُلَّماً للكبت واللعبِ
وأصبح الفأر لا يخشى مكانتنا
كأننا لم نكن بالأمس كالشهبِ
كل الدروب أمامي غُلقت كذباً
حتى كأن بني قومي من اللُّعبِ
سمعت أهزوجةً للثأر أطلقها
جحافلُ العُرب فانجابت بلا أربِ
ستون عاماً ألا يكفي تقهقرنا
ألا نكون كباقي الخلق في الرُّتبِ
نبني لنا سُدَّةً تحمي مسيرتنا
بعد الذي طالنا من عثرة النشبِ؟
أليس منَّا رسول الله يحفزنا
أليس دستورنا من أشرف الكتبِ؟
ألا استفاقة بعد النوم تمنحنا
تطلعاً لذرى الأمجاد في الحقبِ
إلى متى وضباب الذُّل يحجبنا
إلى متى وضياع القصد في الطلبِ؟
إلى متى وشِرار الخلق تتحفنا
نظل نلحقها كالذيل والذنبِ؟
كأننا لم نكن يوماً أساتذة
نُلقِّنُ الخلق ما يُنجي من العطبِ
يا قمة الضاد فاض الكيل فاتخذي
من القرارات غير الشجب والصخبِ
وأشعري الكون أنَّا خير من نطقت
وأن منَّا جنود البِشر والأدبِ
لا تُسْلمي شرفي للفاقدين له
فأنت مسؤولة أن تحفظي نسبي