Tuesday 6th April,200411513العددالثلاثاء 16 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مطبات في طريق الطفولة مطبات في طريق الطفولة
مشاكل متشابهة ووسائل مختلفة للحلول

نورة طفلة جميلة وذكية، عمرها خمس سنوات، جاءت للعيادة تشكو من السمنة. فيصل طفل عمره سبع سنوات، لديه سمنة ولديه بداية تليف في الكبد. مشاعل عمرها إحدى عشرة سنة، لديها وزن زائد ، انعزالية بعض الشيء ، يشكو والداها أنها تكذب كثيراً.
قصص كثيرة لأطفال يعانون من السمنة أو زيادة الوزن وما يجره ذلك من مشاكل صحية ونفسية كثيرة للطفل؛ مما يؤثر على مستقبله وعلاقته بأسرته، وأحيانا يعاني بعضهم من أمراض أخرى تستدعي ضرورة إنقاص الوزن بسرعة، مثل اضطرار الأطباء لزيادة جرعة دوائية خطيرة مثل الكورتيزون، لأن السمنة تقلل تأثير الجرعة المناسبة للطفل من كثير من الأدوية، فيضطر لزيادتها، وتعلمون مدى تأثير ذلك سلبياً على الصحة.
كل واحد من هؤلاء الأطفال تم التعامل مع مشكلته بطريقة مختلفة ، ومن حسن حظي أن والديهم جميعا من فئة الشباب المتعلمين ولديهم وعي متميز ، لهذا ظهرت النتائج بسرعة وبشكل باهر أسعد الأطفال والوالدين، وبالتأكيد أسعدني أكثر لمشاركتي في صنع تلك السعادة.
صحيح أن زيادة السعرات او قلة النشاط او كليهما معاً يزيدان الوزن، ولكن يكون خلف تلك المسببات أمور أخرى أساسية تحتاج لمعالجة اذا ما أردنا اقتلاع المشكلة من جذورها ، ثم إن الحل لا بد أن يتناسب ووضع الطفل وتوجهاته هو قبل أن يكون مناسباً لرأيك أنت أو لرأي الأبوين ، وسأطرح بين يديكم خلاصة تجربتي مع هذه الفئة ، ولكن أؤكد على أن لكل طفل طريقة تناسبه ولا تناسب غيره.
ممَّ يعاني طفلك ؟
سؤال تبدو الإجابة عليه بسيطة، ولكنها ليست كذلك ، فهناك معايير يعرفها المختصون منها الشكل العام، وهذا يمكنكم معرفته ، وهناك مقاييس دقيقة منها مؤشر كتلة الجسم للأطفال ، ونسبة الزيادة في الوزن لأكثر من 20% عن المعدل الطبيعي المناسب للطول ، ومنها زيادة سمك الجلد في منتصف العضد إذا زاد عن 25 ملليمترا، ويقاس بجهاز خاص.
أسباب وراء الظاهرة
يعتقد الكثيرون أن سبب السمنة لدى الأطفال هي الوراثة، وهذا فيه نسبة كبيرة من الصحة ، ولكن الوراثة وحدها قد تزيد الوزن لكنها لا تسبب السمنة التي هي درجة أعلى من زيادة الوزن. وأغلب السمنة تأتي من ثلاثة مسببات (وراثة - زيادة أكل - قلة الحركة) ، ولأننا لا نستطيع تغيير عامل الوراثة إذا وجد، لكننا بالتأكيد نستطيع تغيير العاملين الآخرين، وبهذا نقضي تماماً على السمنة، 1% فقط من الأسباب تكون بسبب مرض معين.
متى نبدأ برنامج التخسيس؟
من الصعوبة إنقاص أوزان الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاماً!! لماذا؟
لأن الطفل لا يدرك معنى وأضرار السمنة قبل هذه السن، وفي الغالب نكتفي بضبط الوزن لكيلا يزيد، وهذا إنجاز رائع لو تحقق ، فالطول يزيد مع النمو والوزن متوقف، فبعد عدة سنوات يكون الوزن مناسباً. ولكن عندما يكون لدى الوالدين وعي كافٍ فيمكن إنقاص الوزن لجميع الأعمار؛ لأن الوالدين يستطيعان مساعدة الأبناء على تطبيق برنامج اللياقة ويتحكمان بكمية ونوعية الغذاء.
السر في نجاح البرنامج
1- يجب أن نحبب الطفل ونشجعه لإنقاص وزنه، بحيث نستخدم عدة وسائل مثل نقول للبنت: ستكونين أحلى وتستطيعين لبس الفساتين الجميلة ، وكل الناس يرون كيف استطعت إنقاص وزنك وتكونين أحلى بنت. ونقول للولد: كيف يمكنك اللعب مع الأولاد بسهوله بعد نقص وزنك ، وكيف أن نقص الوزن يجنبك استهزاء بعضهم، وهكذا.
2- لا نحرمه من الأغذية التي يحبها من أجل نقص الوزن، بل لا نحضرها للبيت أصلاً ، وفي الوقت نفسه نشجعه على تناول الأغذية المفيدة، ويحبذ أن يشتريها بنفسه وتقدم له في طبق أو كأس ملون جذاب.
3- نزيد من نشاطه الرياضي: مثل أن نوفر له لعبة تحتاج إلى بذل جهد ، وبعد فترة نشتري له لعبة أخرى مثل الدراجة ، ولعبة القفز ذات الحواجز لكي تكون آمنة ، ولعبة الحبل. . وغيرها، ونشجع اللعبات الجماعية مع أقرانه لكي لا يمل ، كما أنه من المهم تشجيع الطفل على القيام ببعض أعمال البيت، مثل البنت تشجع على تنظيم طاولة الطعام ، وترتيب غرفتها بشكل يومي ، والولد لمساعدة والده ووالدته في التسوق وغيره.
لهذه الأشياء فوائد تربوية رائعة نفتقدها في شبابنا لأننا لم نعودهم الاعتماد على النفس منذ الصغر، وحتى ان العاملة المنزلية هي التي ترتب فراشه. وكان هذا من أغرب الأشياء التي يلاحظها المجتمع الغربي على شبابنا عندما يذهبون إلى هناك، فبالنسبة لهم أمر بدهي أن يتعود الطفل ثم الشاب على القيام بكل احتياجاته بنفسه.
4- التشجيع كلما وصل الطفل لوزن معين مثال كلما نقص 1 كجم نكافئه ، وأقترح وضع رسم بياني واضح وكبير يوضح الفرق عند أي نقص ويوضع في غرفة الطفل ، وهو من الأشياء التي وجدت أن لها تأثيراً كبيراً. كذلك تكتب قائمة غير طويلة ببعض الأشياء التي يمكن للطفل فعلها على سبورة وتوضع إشارة صح عندما يقوم بها وإشارة خطأ عندما لا يفعلها ، وتجمع علامات الصح في نهاية الأسبوع وبناء عليه تقدم له الجائزة التي هي بمقدار العلامات ، ويمكن عمل ذلك لتربية الطفل وليس لإنقاص وزنه فقط.
5- أخيرا، حتى لا يشعر الطفل بقلق والديه الزائد ويسبب له إزعاجا، ويحس انه سبب مشكلة لوالديه فيشعر بالذنب وتتفاقم المشكلة ، يجب ان نتعامل معه بكل هدوء ولو مع نقص قليل ، فقليل دائم خير من كثير منقطع.
ملاحظة مهمة : القصص واقعية ولكن الأسماء رمزية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved