م. شاب في المرحلة الثانوية، وزنه 130 كجم ، وحيد لدى أهله ، مهذب جداً ، وخجول ، يذكر بكل أسى معاناته مع السمنة مما جعلته ينصرف عن زملائه لما يحس منهم من تعليقات لاذعة قتلت شخصيته. (أ) و (ع) أخوان في المرحلة المتوسطة ، شابان رائعان ، يبدو الصغير منهما أكثر انطلاقاً ومرحاً، بينما يبدو الأكبر أكثر انعزالاً ، يعيش مع ألعاب الكمبيوتر والإنترنت ، على وجهه مسحة حزن تخبئ وراءها الكثير من الآلام التي لم يبح بها لأحد، مع انك تلمس فيه بوضوح معالم الشاب الطموح صاحب الخيال الواسع ، تنطلق من عينيه آمال عريضة لمستقبل مشرق.
ولكن ذلك الألم، ذلك الوزن المزعج، هو الذي جعل كثيرا من تلك الطموحات تقتل في مهدها. وشباب كثيرون أراهم كل أسبوع على شاكلة هؤلاء الشباب ، لديهم الكثير من الطموح، لكن لا وسيلة مناسبة تساعدهم على إنقاص الوزن ، فكما كتبت في مكان آخر على هذه الصفحة لا نؤيد عمل حمية (ريجيم) للأطفال والشباب لخطرها على صحتهم، ثم لأنهم لا يستطيعون عملها بدقة لعدم مقدرتهم على كبح شهيتهم؛ لذا لا بد لهم من الحل الأفضل والأسهل وهو الحل الذي يبحث عنه كل أب وأم، بل كل واحد منكم، لأنكم لا بد أن تكونوا عانيتم من عدم وجوده ، والذي سيوفر الكثير من الحلول لعدد من المشاكل الصحية والاجتماعية وحتى الأمنية، هل عرفتموه؟؟ انه النادي العائلي (ليكون ملتقى لأطفال وشباب العائلة الواحدة) او نادي الحي ليجمع كل أفراد الحي الذين لا يكاد أحدهم يعرف جاره إلا القليل.
مكان يجتمع فيه الكبار ويلعب فيه الصغار تحت مرأى ومسمع أهلهم ، بحيث يكون له جدول محدد للرجال والنساء ، ويفضل أن يختار له مكان مناسب قريبا من المسجد مثلا ، لتسهيل الوصول إليه وللمساعدة في مشاركة كبار السن. ليس ضروريا ان يكون بمستوى كبير ، ويكفي أن يكون فيه ملاعب منوعة ومكتبة صغيرة تحوي بعض القصص والكتيبات الدينية والأدبية ومعلومات عن الوطن وحضارته ، ويمكن الاستفادة مؤقتاً من مدارس البنين والبنات في الفترة المسائية.
هناك أندية لياقة، لكن كثيرا من الأباء والأمهات لا يرغبون في إرسال أبنائهم إلى تلك الأندية لعدم معرفتهم بنوعية روادها ، ولا يوجد أقارب أو أصدقاء يشاركونهم ، أو قد يكون أولئك من صغار السن كحال الشباب الذين ذكرت لمحة عنهم ، وقد يكون لهم الحق في ذلك.
لا أنسى تلك الأم التي فقدت ابنها في حادث مروري وتبقى لها ابن آخر ، ترعاه بقلبها وبروحها ، كيف تريدونها ان تأمن عليه أحدا لا تعرفه ، تبحث عن حل لمشكلة السمنة لديه ، قالت: اني على استعداد لدفع أي مبلغ في سبيل إيجاد مكان ملائم لابني الوحيد لكي يزاول بعض الرياضات المناسبة، ويكون مع رفقاء معروفين وموثوقين أو قريبا مني.
لا أعتقد ان هذه الفكرة غائبة عن المسؤولين ، بل أجزم أنهم يفكرون ويبحثون عن الحل الأسلم والأنجع ، فهم مسؤولون وآباء أيضاً.
وبهذه المناسبة فقد اختتمت ندوة مستجدات التغذية الإكلينيكية التي عقدت في رحاب مستشفى قوى الأمن فعالياتها ، وبعد الاستماع والتفاعل مع المحاضرات القيمة وورش العمل خلصت الندوة للعديد من التوصيات المهمة، وكان من بينها ضرورة إيجاد أماكن لمزاولة الرياضة للجميع، وخاصة الأطفال، مع الاهتمام بنشاطات المدارس الرياضية وبرامج التغذية فيها، بالذات المدارس الخاصة. تلك الندوة وجدت كل الدعم والمؤازرة من قبل الشؤون الصحية بوزارة الداخلية وسعادة مدير المستشفى وزملائه في إدارة التغذية وإدارة التدريب والتطوير، وهما الجهتان المنفذتان للندوة ، فلهم جزيل الشكر والامتنان على هذا الجهد المقدر.
*****
أنا مريض بمرض السكر و عندي كولسترول مرتفع، وزني 97 وطولي 162، ارغب في إنقاص وزني وخفض نسبة الكوليسترول. أبو أحمد
لا بد أن نعرف ما نسبة الكوليسترول لديك؟ ونسبة السكر في الدم؟ ومتى أصبت به؟ ومهم جدا أن نعرف عمرك. ولكن باختصار أقول: ان أهم ما تحتاجه هو الرياضة المنتظمة، وليس ضروريا ان تكون مشيا او سباحة، بل يمكن أن تزيد لياقة جسمك بالحركة اليومية، مثل الذهاب للمسجد وإيقاف سيارتك، ليس بالقرب من مبنى عملك ، والتنزه مع الأولاد، أو ان تقوم بزيارة أقاربك مشيا على الأقدام ، تبدأ ببرنامج بسيط ثم تزيده كل أسبوع، ولكن حافظ على سلامة أطرافك بلبس حذاء مناسب واختيار الوقت المناسب. توقف تماما عن شيئين، السكر العادي (الأبيض والأسمر) والمواد الغذائية التي يدخل في تركيبها ، وتوقف عن كل الدهون الحيوانية ، فالكوليسترول يوجد فقط في الدهون الحيوانية مثل الشحوم وصفار البيض والحليب ، والمأكولات البحرية بالذات في الجمبري وجراد البحر والمحار. بالنسبة للأغذية الأخرى فقط قلل من الأغذية المرتفعة في السكر ، وتذكر أن منع تناول الارز أو المكرونة لمريض السكر ليس صحيحاً أبدا ، المطلوب فقط ألا نكثر منهما ، ولأن الحبوب الكاملة (البر) والنخالة مفيدة لمريض السكر لهذا نفضل زيادتها في طعامك.
|