في مثل هذا اليوم من عام 1994، قتل رئيسا دولتي رواندا وبوروندي الإفريقيتين، في حادث تحطم طائرة بالقرب من العاصمة الرواندية كيجالي. وكان جوفينال هايارياناما رئيس رواندا وسيبريان نتاياميرا رئيس بوروندي ضمن 10 أشخاص على متن الطائرة التي ذكرت بعض التقارير أنها تم إسقاطها بواسطة صاروخ، وكان الرئيسان في طريق عودتهما من اجتماع لقادة شرق ووسط إفريقيا في تنزانيا حيث ناقشا فيه طرق إنهاء العنف العرقي في دولتيهما.
وقد كانت هناك عمليات ثأر دامية بين قبيلتي الهوتو، وهي الأغلبية، والتوتسي، وهم الأقلية، في كلا الدولتين الإفريقيتين الصغيرتين منذ قرون. وكان الأمر أكثر سوءاً في بوروندي حيث قتل أكثر من 100 ألف شخص منذ اغتيال أول رئيس للدولة منتخب بعد تنظيم انتخابات ديموقراطية، وهو من قبيلة الهوتو، في شهر أكتوبر 1993.
وفي رواندا، توصل تحالف الهوتو التابع للرئيس هابايارياناما لاتفاق سلام في شهر أغسطس 1993 مع ثوار الجبهة الوطنية الرواندية التي تتكون بشكل رئيسي من التوتسي، إلا أنهم أخفقوا في الاتفاق على الحكومة الانتقالية.
وكان أمرا متوقعا أن يؤدي حادث وفاة الرئيسين إلى سوء الأوضاع في الدولتين، حيث اندلع قتال عنيف بالقرب من القصر الرئاسي في رواندا بعد إذاعة خبر وفات الرئيس. ونقلت وكالات الأنباء في كيجالي أخبار تفجيرات هزت المدينة. ومن ناحية أخرى، قال سفير رواندا لدى الأمم المتحدة جان دامسسين بيزيامانا إن وفاة الرئيسين نتجت عن عملية اغتيال. ووقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة حداد على الرئيسين وبعد ذلك دعوا إلى التزام الهدوء حتى يتم التحقيق في عملية تحطم الطائرة.
ومما يذكر أن بوروندي ورواندا كانتا دولة واحدة منذ عام 1890 حتى 1962 أطلق عليها رواندا-اوروندي وكانت تحت سيطرة ألمانيا في البداية وبعد ذلك بلجيكا. وقام البلجيكيون بتأييد حكم ملوك التوتسي على أغلبية الهوتو، مما زاد من مشاعر الكراهية بين القبيلتين.
|