Al-jazirah

وما زالت الأصداء تتوالى وما زالت الأصداء تتوالى
منيرة ليست زوجة ابن رشيد وحسين لم يثبت من هو إلى الآن!

اطلعت على ما كتبه الكاتب زبن بن عمير في يوم السبت 29-1-1425هـ تحت عنوان (من بقايا الأمس) وقرات تعقيب الراوية ناصر المسيميري عليه في يوم الاثنين 8-1- 1425هـ وبما أن الموضوع لم يقفل ولماله من الأهمية التاريخية من ناحية ولما في هذه القصة من صفات الوفاء والنبل أود الادلاء بدلوي في هذا الموضوع الشيق .
****
اختلف مع راوية الاستاذ ناصر المسيميري حول اسم زوجة الأمير عبدالله بن رشيد التي رافقته في رحيله لم يكن اسمها (منيرة الجبر) وانما اسمها ( نورة بنت عيسى بن محمد بن علي) أمير حائل قبل امارة الرشيد، حيث اختلف عبدالله بن رشيد مع والد زوجته، وقد منعها والدها عيسى بن علي من الاتصال بزوجها وابقاها في قصره، الا أن عبدالله بن رشيد كان يتصل بزوجته خفية وحين حملت منه خافت على نفسها من اهلها فأعطاها خاتمه كشاهد على ذلك، كما يفعل غيره ممن يتصلون بزوجاتهم بمثل تلك الظروف لاظهار الخاتم في حال غضب اهلها عليها، وعندما خاف عبدالله بن رشيد على نفسه من آل علي، قرر الجلاء عن حائل فأبلغ زوجته تلك بعزمه على الرحيل، قالت له إنها سوف ترحل معه اينما ذهب، ورحلت معه مشيا على الاقدام إلى قرية الوقيد (اللقيطه) التي تبعد (15-17كم ) شمال حائل، وقد يكون لعبد الله بن رشيد زوجة اخرى من الجبر، اما التي رافقته فهي نورة بنت عيسى، وفي تلك الرحلة كان يرافقه صديقه حسين الذي اختلفت فيه الروايات فمنهم من قال إنه حسين بن مجراد لما للمجراد من علاقة مع الرشيد فيما بعد، مثلما كان لابن رخيص بستانا بجوار قصر برزان، ومنهم من قال إنه حسين بن جراد، ومنهم من قال إنه حسين الشلاقي، ومنهم من قال إنه حسين بن مسطح، ومنهم من قال إنه حسين الشغدلي.
وحسين هذا كما قال الاستاذ ناصر المسيميري - ليس خادما - وانما هو صديق لابن رشيد كما تذكر أكثر الروايات، ولم تؤكد أية رواية على انه ابن مسطح، سوى أن بعض الروات قال إنه ابن مسطح اعتمادا على البيت الذي قاله عبدالله بن رشيد:
قبة ذهب ياقوت حتى زمراد
يروغ قلب (المسطحي) وان مشى فيه
وهذا التأويل لا يعول عليه الا بدليل يثبت ان المسطحي اسمه حسين، وبلا ريب أن المسطحي من آل مسطح من شمر.
اما القصيدة الأولى فمنها:

إرم النعول لمغيزل العين يا حسين

واقطع لها من ردن ثوبك ليانه

جنب حثاث القاع واتبع بها اللين

واقصر خطاك اشوي وامش مشيانه

يا حسين والله مالها سبت رجلين

يا حسين شيب بالضمير هكعانه

لو شلتها يا حسين ترى ما بها شين

ترى الخوي يا حسين مثل الأمانه

يا حسين ما يشتك كود الرديين

والا ترى الطيب وسيع بطانه

وقد تكون أطول من ذلك.

أما القصيدة الثانية التي يذكر فيها رحلته ويذكر فيها زوجته وتألمه لم تعانيه من سيرها معه حافية الأقدام فمنها ما يلي:

يا هيه ياللي لي من الناس وداد

ما ترحمون الحال يا عزوتي ليه

ما ترحمون اللي غدا دمعه ابداد

طال الزمان وحرق الدمع خديه

من شوفتي للغرو مركوز الانهاد

متمشلح ياطا على اقدام رجليه

الشوك ماله عن مواطيه رداد

ايضا ولا سبت قوي يوقيه

جبة سقاه من اول الوسم رعاد

ما طالعت خشم ام سلمان تسقيه

حيث انها للمنهزم دار ميعاد

من لاذبه كن الحرم لايذ بيه

ابن رخيص نازل حد الاجراد

قال اقبلوا وانتم هل البيت ياهيه

وعيسى يقول الحرب للمال نفاد

والمال لمن هبت نسانيس ذاريه

عيسى يقول الحرب ما به لنا افواد

انشد مسوى السيف قل ليه حانيه

ليا صار ما ناصل ونضرب بالحداد

هبيت يا سيف طوى الهم راعيه

ليا صار ما نرويه من دم الاضداد

نوديه يم العرفجية وترويه

يتضح للقارئ الكريم من هذه القصة صفات الوفاء والنبل بين كل من عبدالله بن رشيد وبين زوجته التي التصقت به وهي حامل في شهور الولادة، ومع ذلك رافقته، هذا من ناحية ومن الناحية الثانية وفاء صديقه حسين له وصدقه مع عبدالله بن رشيد فقد سمعت من الروات بأن عبدالله اسر لصديقه حسين وهم في الطريق بعد أن وضعت زوجته طفلها (متعب) الذي سمي بهذا الاسم لان قدومه كان متعبا لوالديه قال لصديقه حسين امسك خطام البعير وسر بعيدا، اريد أن ادفن هذا الطفل الذي ارهقنا جميعا، وازعجنا بالبكاء طوال الطريق، ونحن لسنا بحال تسمح لنا بالصبر عليه، يقال إن حسينا هذا أقسم ألا يحمله سواه حتى أمه لا يعطيه لها الا عند الرضاع ثم تعيده إلى حسين فيحمله ليثبت أنه ليس متضجرا من بكاء هذا الطفل (المتعب)، وفي القصيد بيت يدل على أن رحلتهم كانت في القيظ، ففي الشطر الأخير من البيت الذي لا اذكره كاملا يقول في شطره الثاني
(من عيل يفرخ من القيض حاديه)
من هذه القصة والقصيدة يتضح وفاء زوجة عبدالله بن رشيد له ووفاء لزوجته، ووفاء صديقه حسين له كذلك.

علي بن محمد الحبردي/ الخبر
المحرر:
وما زلنا ننتظر المزيد من التوضيحات حول هذه القصة وحول شخصية حسين الحقيقية!