Tuesday 6th April,200411513العددالثلاثاء 16 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يسبب في ضعف كثافة العظام ويجعلها قابلة للكسر يسبب في ضعف كثافة العظام ويجعلها قابلة للكسر
اللص الصامت خطر يتسلل ويهدد النساء

  هشاشة العظام: مرض يثير فيك العجب، إذ يتسلل إلى حياتك بدون أي إنذار ولهذا السبب سمي باللص الصامت. كلمة هشاشة العظام تسمع كثيراً في هذه الأيام وخصوصاً في البلاد الغربية مع أن انتشاره في مجتمعاتنا الشرقية أكثر بكثير مما كنا نتصور، ببساطة الكلمة تعني ضعفاً في كثافة العظام مما يجعلها هشة وضعيفة وأكثر قابلية للكسر.
العالم الطبي يشعر حالياً أن هذه الحالة متفشية بشكل كبير مما يحتم التصدي لها بشكل سريع لما تسببه من حمل ثقيل إن كان من ناحية المعاناة والألم لدى المصاب، أو التكلفة الباهظة للمضاعفات، حيث تقدر هذه التكلفة في الولايات المتحدة بحوالي 13 مليار دولار سنوياً حالياً، ومن المتوقع أن تصل إلى 60 ملياراً سنوياً في العقد الثالث من هذا القرن.
فكيف ستتأمن مبالغ كهذه لمرض واحد؟ فمثلاً في الولايات المتحدة حالات الكسر في عنق الفخذ هنالك 3 ملايين يوم استشفاء (أي دخول المستشفى) سنوياً. و6 ملايين يوم راحة مرضية، و300 ألف دخول إلى مراكز العناية بالمرضى الذين لا يستطيعون القيام بواجباتهم المنزلية أو التنقل بمقدرة ذاتية.
هشاشة العظام تصيب امرأة بين كل ثلاث نساء فوق سن الخمسين و50% من النساء معرضات لكسر ما أثناء حياتهن.
وفي الولايات المتحدة مجدداً وجد أن 30% من النساء فوق سن 65 لديهن كسر في العمود الفقري ، و250000 حالة تعاني من كسر في الجمجمة سنوياً من أثر سقوط بسيط، النسبة تزداد إلى 3% سنوياً بعد سن الخمسين، وذلك للنقص في هرمون الأستروجين، وهذا يعني أن المرأة تخسر من كثافة عظامها بعد سن اليأس بسنة واحدة فقط مقدار ما تخسره في 10 سنوات قبل ذلك العمر، ولهذا السبب وجد أن معدل الكسور عند النساء ما بين عمر (50 إلى 70) هو 6 مرات أكثر من عند الرجال في هذه الفترة من العمر، ويصبح هذا المعدل حوالي الضعف بعد سن 70 سنة، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الهشاشة عند الرجال مع تقدم العمر.
كل هذه الأرقام التي ذكرت في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، ولكن ما هي الإحصائيات في المملكة؟ في الحقيقة لا توجد إحصاءات متوفرة لانتشار هذه الحالة عندنا ولكن التصورات الأولية والدراسات والإحصائيات القليلة التي أجريت، توحي بأن هشاشة العظام موجودة بنسبة مرتفعة جداً.
وهذه الدراسات الأولية التي أجريت في جامعة الملك سعود (د.دوسري، وغيره) أظهرت أن النساء السعوديات يخسرن من كثافة عظامهن بكمية كبيرة بعد سن الأربعين، وأن معدل أقصى كثافة للعظم في السن المبكرة عند النساء والرجال السعوديين هو أقل بنسبة 5% عن الأمريكيين البيض، وأنها قريبة من النساء اليابانيات والكوريات والفرنسيات، ولكن معروف عن هؤلاء النساء نحالة جسمهم.
فلهذا السبب يتوقع الكثيرون بأن النساء السعوديات يصبن بالهشاشة بنسبة أكبر كلما تقدم بهن العمر، وقد تبين أن النساء السعوديات المسنات (أي فوق عمر70 سنة) كثافة العظام عندهم أقل من النساء الأوروبيات والأمريكيات البيض، ولكن قريبة من اليابانيات والكوريات.
هذه النتائج قد تفسر بوجود ارتفاع لحالات الأسيوملاشيا (Osteomalacea) عند النساء السعوديات برغم الشمس المتوافرة في كل فصول السنة، فقد وجد أن هناك تقصأ في فيتامين (د)وهذا يعطي دلالة على عدم التعرض للشمس، وقله الحركة البدنية، وعدم أخذ الكميات اللازمة من الكالسيوم وفيتامين (د)، وخصوصاً في حالات الحمل المتكرر والحمل المتكرر والرضاعة الطبيعية الطويلة.
بعد كل ما ذكر، ما العمل لمواجهة هذا المرض المتفشي والمسبب لمعاناة كبيرة وأليمة من عمر الإنسان الذي يتمنى أن يبقى قادراً على التحرك بمفردة وبحرية وخاليً من التشوهات والآلام المرافقة لها؟ الجواب يبدأ بالمثل الشائع (بأن درهم وقاية أفضل من قنطار علاج).
فالتوعية بالنسبة لأهمية الكالسيوم وفيتامين (د) والتعرض لأشعة الشمس منذ السن المبكرة مع الرياضة البدنية التي تساعد على بناء العظام وخصوصاً في فترة المراهقة، هي من أساسيات مكافحة هذا المرض على المدى الطويل.
أما بالنسبة لمن هم في عمر الأربعين وما فوق فمن الضروري القيام بإجراء فحص كثافة العظام لاكتشاف ما إذا كانت الهشاشة موجودة أو أنه هناك احتمالات للتعرض لها في السنين القادمة، وذلك يكون حسب إرشادات الطبيب.
يجدر بالذكر هنا أن التوعية يجب أن تشمل الأطباء أيضاً، إذ من الغريب أن واحد من كل خمسة من مرضى الكسور يعالجون للهشاشة في السنة التالية للكسر، بينما معظم الحالات لا تشخص لديهم الهشاشة إلا بعد الكسر الثاني والثالث.
فعلى الطبيب أن يشك بالهشاشة إذا كانت الإصابة المسببة للكسر هي إصابة طفيفة ومن غير المتوقع أن تؤدي إلى حدوث كسر لدى شاب أو شابة. لابد للأطباء أن يتعاملوا مع هذا المرض بالجدية ذاتها التي يتعاملون معها في حالات ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم ومرض السكري.
من المهم جداً أن نذكر أيضاً أنه في الوقت الحاضر هناك علاجات موجودة وذات فعالية عالية، ولذلك ليست الأهمية للتشخيص فقط، بل وللعلاج أيضاً الذي يوقف من تدهور الحالة ويزيد من كثافة العظام بنسبة تتراوح من 4-6% سنوياً.
وخلاصة ما نود قوله إن مرض هشاشة العظام يجب أن يعطي الأهمية القصوى من قبل الأطباء والناس عموماً ابتداء من سن الأربعين (40) فما فوق، مع التوعية للجيل الصاعد لأن انتشار هذا المرض أو (اللص الصامت) أكثر بكثير مما نتصور، والسبيل الوحيد لتفادي مضاعفاته وكلفته هو التشخيص المبكر مع العلاج الذي يحد من تفاقم الحالة مع تقدم العمر أو منع حدوثه من البداية، ومن فضل الله أن المشجع في السيطرة على هذا المرض أن التشخيص بجهاز ( DEXA ) دقيق وسريع.

استشاري أول ورئيس قسم أمراض النساء والولادة - مستشفى المركز التخصصي الطبي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved