التصعيد في العراق

أضافت المواجهات بين الشيعة وقوات التحالف في العراق بعداً جديداً للأزمة القائمة، وفتحت جبهة أخرى في حروب هذا البلد المثخن بالجراح.
وتنبىء حصيلة القتلى التي اقتربت من الخمسين قتيلاً في يومين من المواجهات بأننا نقف على اعتاب مرحلة دامية جديدة في العراق، خصوصاً وأن هناك دعوات إلى أنصار مقتدى الصدر بعدم الاكتفاء بمجرد التظاهرات إلى(إرهاب العدو) على حد تعبير الزعيم الشيعي.
وفي ظروف العراق الحالية لا يعتبر في باب الخطأ الرهان على انفجار واسع، فكل معطيات مثل هذا الإنفجار موجودة، فهناك الاحتلال بكل ممارساته التي تحض على المواجهة، وهناك الجماعات والتنظيمات المسلحة.
وهناك أيضاً الغياب الكامل لسطوة الدولة ونفوذها مع الافتقار إلى الأجهزة الأمنية، وهناك الاحقاد والرغبة في الانتقام مع توفر كم هائل من السلاح وإمكانية دخول المزيد منه.
المشكلة مع اندلاع المواجهات أنه من الصعب تطويقها خصوصاً إذا اتخذت شكل الانتشار على طول البلاد وعرضها، فالقتل اليومي يشجع على المزيد من القتل مع ظهور رغبات أكثر في الانتقام.
وللاحتلال تعود مسؤولية التهدئة كما أن مختلف الأطراف العراقية تتحمل المسؤولية، لكن لأن الاحتلال هو القوة الأكبر فإن تحويل عمله أو قواته إلى فرق للانتقام مثلما توعد فإنه فيما يتصل بعملية الفلوجة يسقط من طبيعة هذه القدرات الانضباط الذي ينبغي أن تتحلى به الجيوش الكبرى، ومن ثم فإن الافتقار إلى هذا العنصر مع وجود قوة نيران هائلة يمكن أن يحول الرغبة في الانتقام إلى فظائع، إن لم نقل إلى مذابح تقشعر منها الأبدان ويصعب معالجة تداعياتها.