بعد انتهاء الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان ينظر له الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية أنه يشكل الخطر الأكبر الذي يهدد أمنها ووجودها.. تفاءل الكثير في دول الشرق الأوسط وخاصة الدول العربية أن انتهاء الحرب الباردة سيولد عصراً قادماً من الازدهار تنتهي فيه مآسي الشعوب العربية التي لا تكاد تخرج من مأساة إلا وتدخل في مأساة أخرى، لتظهر لنا أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي قلبت كل الموازين، والآمال، والتطلعات ليبقى المسلم أو حتى العربي مشبوهاً في أي بلد غربي يحل به.
إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أفرزت الكثير من السلبيات ليس فقط ما يتعرض له الإسلام أو ما يتهم به المسلمون والعرب من صفة الإرهاب، وقد تعرضت المملكة العربية السعودية لأشرس الحملات الإعلامية من قبل وسائل الإعلام الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية لكون المملكة مهبط الوحي وراعية الإسلام وقبلة المسلمين في كل أصقاع الدنيا ولوجود الحرمين الشريفين، ولم تنحسر هذه الحملة من قبل وسائل الإعلام حتى الآن.
إن التغيرات السريعة والمتلاحقة التي نعيشها في المنطقة العربية بإيقاعاتها المتسارعة جعلت دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر الدول تعرضاً للأضواء والخطر مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى البعيدة جغرافياً عن منطقة المناورة مما شكل ضغطاً أكبر على دول الخليج وخاصة المجاورة منها كالكويت في التفاعل مع هذه الأحداث السريعة والمتلاحقة واتخاذ القرارات المناسبة لمصالحها.
هذا التفاعل الذي أفرز بعض المواقف من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية فتح الباب على مصراعيه لكوادر ( عربية) مدسوسة للأسف ومعرفة المقاصد والنوايا تتحدث وتعطي الفرصة في بعض القنوات الفضائية من مقر إقامتها في لندن أو باريس أو أي من الدول الأوربية أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية.
لم نعد نتعرض لحملة شرسة من وسائل الإعلام الغربية فقط، بل تساهم بعض الأفواه العربية الحاقدة أو المأجورة للأسف في هذه الحملة.
ما نحتاج إليه اليوم للتصدي لمثل هذه الأفواه والأقلام المشبوهة التي اعتادت أن تكتب في بعض الصحف الصادرة في الخارج أو حتى التي اعتادت بمناسبة أو بدون مناسبة أن ( تنعق) في الفضائيات ذات الأهداف والنوايا المعروفة، أن نقف مع أنفسنا، ونقيم ممارساتنا كمواطنين وألا نسمح لمثل هؤلاء الحاقدين أن ينالوا أو يشككوا أو يزرعوا البلبلة بيننا.
الأحداث التي تمر بها منطقتنا حالياً تستلزم منا ألا نساهم بقصد أو بدون قصد في نشر الإشاعات أو تسويق آراء الحاقدين في مناسباتنا الاجتماعية، أو في وقت الدوام الرسمي الذي يأخذ نصيب الأسد من ساعات يومنا.
إنها آراء ومقاصد تطعن في ظهر الوطن.. ولا يوجد مواطن واحد يسمح بأن ينال إنسان من أغلى ما يملك أغلى من المال والولد ألا وهو الوطن وبأي شكل من الأشكال وبأي وسيلة من الوسائل لا يجب أن نساعد هؤلاء في تحقيق مراميهم وأهدافهم، فالوطن أغلى من أن يتهمه هؤلاء، أو يشككون في أبنائه، أو قادته وقد أثبت المواطن في أزمات سابقة أنه سد منيع أمام كل عواصف الحقد والتأثير والتشكيك.
فالأمن الذي نعيشه، والخيرات التي تتوفر في بلادنا نعمة يحسدنا عليها الكثيرون.
لنترك هؤلاء ( ينعقون) ويحلقون كالغربان عبر القنوات الفضائية.. يصرخون فلا يسمعون، لنسير في القافلة.. ولندع الكلاب تنبح.
|