في الزمن الذي تتكاثر فيه السهام على الأمة
تبتغي:
زلزلة البناء..
وخلخلة المعتقد..
والتشكيك في الثوابت..
تواجهنا - مع ذلك كله - آلام في الطريق..
وابتلاء في النخب:
النخب الوفية.. التي تحمل الرسالة
وتدافع عن المنهج..
وتجاهد بالكلمة..
هذه النخب الصادقة المخلصة..
لا تكتب لتقتات من مداد القلم..
ولا من صرير اليراع.
بل تعبر عن هوية تعتلج في صدور أهلها..
حتى تخرج من بين أضلعهم: صادقة، ناصحة، ناضجة، معتدلة،
وسويّة:
تحمل رسالة.. وترمي إلى غاية..
في رحيل عبد القادر طاش - رحمه الله -
صورة من نموذج النخب الوفية
وتجسيد للرموز المخلصة: للمبدأ، والغاية، والمعتقد..
تصدَّرَ التدريس في الجامعة..
وتبوأ رئاسة التحرير..
وترأس في مقاعد التلفزة..
وشهد قبل ذلك وأثناءه وبعده:
تموجات النخب..
فلا شَطَّ عن الطريق..
ولا حاد عن المسير..
ولم يتقلَّب في الرؤى..
ولم يَعْلُ له صوت أو يخفت في مزاد الفكر..
أو تتكشف في سيرته حركة تَيْه واضطراب..
أو انحناءة بتبعية وفزع..
أو دونية بروعة ووجل..
أو يقدم نموذجاً للشخصية الممسوخة:
المُمَرَّغة في مستنقعات التذلُّل، والمماحكة والمداهنة..
أو يُلقن تلاميذه دروساً في كيفية (الانصهار)!!
لقد كان أنموذجاً: للأستاذ، والمربي، والمفكر، والإعلامي..
فكانت سيرته إشراقة أمل لطلابه..
ومبعث أمن وطمأنينة لوطنه وأمته..
في صمته.. حديث.
وفي حديثه توجُّع..
وفي توجُّعه تقرأ آلام الأمة..
وهموم المِلَّة..
وآهات الكيان..
***
رحمك الله - أبا عادل.
وجزاك خيراً عن الإسلام والمسلمين.
والحمد لله على كل حال.
|