من المؤكد أن القمة العربية التي كان مزمعاً عقدها الأسبوع الماضي في تونس وبرئاستها، كان قرارها قد صدر في قمة بيروت العام الماضي - برئاسة البحرين - بموافقة جماعية من القادة العرب، حسبما يقتضيه النظام الأساسي الحالي للجامعة العربية الذي يشترط صدور القرار بإجماع الأصوات.
* وزراء الخارجية العرب بعد اجتماعات مكثفة في تونس، سبقتها اجتماعات مكثفة أخرى لهم في القاهرة، كانوا قد توصلوا - قبل انعقاد القمة بساعات - إلى اتفاق في عشرات الموضوعات، وبقي الخلاف محصوراً في القليل الأقل من الملفات، ليس بينها ملف الإصلاح!
* فوجئ وزراء الخارجية العرب بما سُمي (وثيقة تونس) تظهر دون سابق إعلان أو إنذار في ذلك الوقت الحاسم لتفرض نفسها - دون مناقشة - على برنامج القمة، أو تعلق القمة بقرار فردي من تونس وهو ما حصل بالفعل، دون الرجوع لزملاء القمة، أو حتى لرئيسها الحالي جلالة ملك البحرين، في وقت كان الأرجح إشعار القادة - جميعهم - بمسوغات التعليق والحصول على موافقتهم قبل الإعلان عنه.
* المواطن العربي لا يعرف الوضع القانوني لهذا التعليق، وربما لم يره في النظام الأساسي للجامعة العربية حلاً شافياً لهذه الإشكالية، أعني صلاحية تعليق مؤتمرات القمة العربية السنوية، والإجراءات التي تتخذ في هذا الصدد، لكن ما يهم المواطن الآن وهو يرنو بعين التقدير لفرسان الجولات المكوكية من الزعماء والوزراء العرب - والسعودية في ذات الركاب - من أجل إخراج القمة من طور الاحتضار في غرفة الانتعاش إلى عالم النور والحياة، نعم لا يهم المواطن العربي الآن إلا أن تنعقد القمة بأسرع وقت، دون إهمال التمهيدات اللازمة لقمة ناجحة.
أين تعقد القمة؟! ليس مهماً فكل البلاد العربية.. ولنقدر ظروف الأشقاء في تونس سواء استضافت القمة أم اعتذرت، ولها حق الرئاسة في الحالتين، فقد اعتذرت البحرين العام الماضي عن عدم إمكانها استضافة القمة، فانعقدت القمة في بيروت برئاسة البحرين.
المهم أيها السادة أن تنعقد القمة لترد على الاسئلة الحائرة، ولتقطع الطريق على المزيد من الشائعات التي بلغت حد الادعاء بأن الوثيقة التي فجرت القمة كانت تترجم - بألفاظ عربية - مشروع الإصلاح الكبير، القادم إلينا من البر الآخر! والناس تهفو لمعرفة الحقيقة حتى تقطع الشك باليقين، وانعقاد القمة هو الحل لكثير من المعادلات البينية والإقليمية والدولية، فلنتفق على معظم الأمور، ولنرجئ النذر اليسير من الخلاف للزمن وللتواصل ولحسن النيات، إن الأحلام التي طافت على هذه الأمة ثم أفاقت منها على الصدمات، جعلت المواطن العربي الذي كان بالأمس يحلم بوحدة عربية شاملة، قد يقنع اليوم بمجرد خطوة (حقيقية) على طريقها، قد يقنع اليوم بإعلان موقف موحد ومضمون التنفيذ، أو بسوق عربية أو طلائعها الواضحة على الأقل، أو بآلية عربية لفض النزاعات البينية، وآلية أخرى للتعبير (جماعياً) عن الأمة. هذه بعض أحلامنا اليوم ومن اليسير على القادة العرب الذين يتحملون المسؤولية - في هذا الظرف العصيب - أمام الله، ثم أمام التاريخ والأمة أن يحققوها لنا.. أو على الأقل بعضها.
* مسؤول إسرائيلي كبير - بعد دقائق من إعلان تعليق القمة - صرح بأن (إرجاء القمة إشارة إيجابية تكشف عن أن العالم العربي يتغير، وأن العدائية تجاه إسرائيل لم تعد تكفي لتشكيل قاسم مشترك)!!
** مقدمة قصيدة للشاعر الدكتور مانع العتيبة في العدد قبل الأخير من - مجلة (سيدتي) -
ما عاد لها جدوى الخطب
أو ظل لها سلوى الكتب
لا أسمع إلا صوت دمي
في قلب بلادي يلتهب
وكتابي وطن عربي
لم يقرأه بعد العرب
فتعالى نسمع ونقرأ
ما يجدينا أو ما يجب |
** الرئيس الروسي بوتين يهدد بسياسة (عسكرية) تناسب زحف الناتو (الأمريكي) إلى الشرق نحو حدود بلاده!
** د. زغلول النجار عالم الجيولوجيا والباحث الإسلامي، الشهير بالكشف عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، هل نأمل من التلفزيون السعودي أن يقدم موعد إذاعة برنامجه إلى وقت أكثر احتشاداً، لتوسيع الفائدة من أبحاث العالم الجليل، وخاصة بين شبابنا الذين يحتاجون في تنشئتهم إلى مثل هذا النتاج من البحث العلمي!
|