الاعتراف بالحقيقة.. هو الجزء الأهم والأكبر.. من حل أي مشكلة.. غير أن إنكار وجود المشكلة.. يعقد الأمور.. ويدخل صاحبها في متاهات لانهاية لها.
- اليوم.. بدت الأمور أكثر تعقيداً.. وصارت الأمور حولنا.. أكثر سوءاً.. وصارت التحديات والمشاكل.. تواجه الأمة في كل اتجاه.
- فالمشروع الشرق أوسطي.. هاهو اليوم.. يطل علينا.. ونحن لانعرف.. ماهو هذا المشروع.. وهو مشروع أطلقه بوش الابن.. مثلما أطلق بوش الأب.. العولمة.. وخفنا من العولمة.. وذهب بوش الأب.. وبقي اسم العولمة دون ان يتقدم أحد ويفسرها لنا تفسيراً واضحاً.. وهل هناك بالفعل.. مشروع محدد اسمه.. العولمة؟ وهل نفذ هذا المشروع.. أم اننا دخلنا العولمة وصرنا جزءاً منها ونحن لاندري بعد؟
- المشروع الشرق أوسطي.. أو المشروع الأمريكي لبلدان الشرق الأوسط.. بدأ كمشروع قسري إجباري دون ان نعرف سطراً واحداً عنه.. ثم تحول إلى مشروع اختياري.. ثم صار مشروعاً فكرياً ثقافياً.. وينتهي إلى ما انتهت عليه العولمة.. لأننا كمعنيين بهذا المشروع لانعرف عنه شيئاً..
-وكان من المفترض.. لمن أطلق هذا المشروع.. أن يُبيِّن لنا بالتفصيل أهمية هذا المشروع.. دون ان يترك فرصاً للاجتهادات والتخرصات والتوقعات.. وكلها تؤكد.. انها الحقيقة.
- فهذا يقول.. إنه يتعلق بالديموقراطية.. والحريات.. والمرأة.
- وهذا يقول.. بل دمج اسرائيل مع دول المنطقة و(بس).
- وهذا يقول.. بل هو مشروع استنزافي اقتصادي لدول المنطقة.
- وهذا يقول.. لاتخافون.. لستم المعنيين..
- وهذا يقول.. لأن الأمريكان فشلوا في العراق.. فأرادوا صرف الأنظار عن اخفاقاتهم ومذابحهم في العراق..
- وهذا يقول.. إنها كلمة (زرقت) من لسان مسؤول أمريكي وخجلوا من التراجع عنه بمعنى انها (سبقت لسان) وقالوا.. بل إن أمريكا تتخبط ولاتدري.. ماذا تعمل بالضبط.
- وقالوا.. إنه مشروع اسرائيلي وليس أمريكي.
- وقالوا.. إنه مجرد (حكي).
- وقالوا.. إنه مشروع في طور الصياغة ومازال.
- والإعلامي يقول.. إنه مشروع إعلامي..
- والاقتصادي يقول.. إنه مشروع اقتصادي.
- والسياسي يقول.. إنه مشروع سياسي.
- والقانوني يقول.. إنه إشارة تنظيم وقوننة المنطقة.
- والتربوي يقول.. إنه تبديل المناهج..
- والمؤرخ يقول.. إنه اتلاف ذاكرة الأمة ونسيان تاريخها وماضيها..
- والجغرافي يقول.. تغيير حدود المنطقة.
- والمهندس يقول.. تغيير نمط المنازل والجسور والانفاق إلى نمط غربي.
- والطبيب يقول.. تغيير طريقة اجراء العمليات من الجراحة التقليدية إلى نمط غربي متطور.. الخ.
- وفي الجملة.. هناك نقاط التقاء.. وهو ان هناك تغييراً وتبديلاً وشرق أوسطي فعلي.
- كما ان هناك اتفاقاً أو شبه اتفاق آخر.. على أنه تغيير سيئ وخطير وضار.. دين ودنيا.. وأنه أيضاً.. مرفوض وغير مقبول.. وانه مفسدة وضرر محض.. ولايمكن ان يريد لنا.. ولا لأمتنا الخير.. وإن غضب من غضب.
- النقطة الثانية هنا.. وهي العودة للبداية.. وهي.. يجب أن نعترف.. وأن لاننكر.. ان هناك مخططات ومطامع.. واتجاهات غربية.. أو هي أمريكية.. لعمل شيء ما.. هنا أو هناك.. سواء في المناهج.. أو في الحياة الاجتماعية والسياسية.. وإذا قلنا.. إن هذا التوجه الغربي أو الأمريكي.. غير صحيح.. أو أنه غير موجود.. فنحن نكذب الحقائق.. ونغالط أنفسنا.. ولايمكن.. ان نصمد أمامه..
- نعم.. هم يريدون تغيير المناهج.
- ونعم.. هم يضغطون لذلك ولكن.. ثقتنا أولاً.. في الله جلت قدرته.. ثم في قيادتنا الملتزمة بدينها.. الحريصة على الاسلام.. وعلى هديه والالتزام به.. التي تعودنا منها.. الوقوف للمحافظة على الهوية الاسلامية بكل قوة.
- نحن نثق في الله أولاً.. ثم في قيادتنا.. ونجزم.. أننا بإذن الله.. لانخذل..
|