بوفاة الدكتور عبدالقادر طاش- رحمه الله- فقدت الساحة الإعلامية والإعلام الخيري على وجه الخصوص علماً من اعلامها، أسهم بأسلوبه الخاص في خدمة امته الإسلامية وقضاياها من خلال الإعلام الإسلامي وكانت له بوادر إعلامية عديدة مازالت فاعلة ومستمرة، ومما يميزه عن غيره قدرته على نقل أفكاره الى الواقع فهو ليس إعلامياً أكاديمياً بحتاً أو منظراً فحسب بل إعلامياً منتجاً ومبدعاً استطاع بطموحه وسعة أفقه وتفهمه للدور المهم للإعلام وتسخيره لخدمة الإسلام وتقديمه نماذج وخيرات أسهمت في الرقي بالعمل الخيري والإعلام الخيري على أسس علمية متينة.
كما أن الدكتور طاش- رحمه الله- استاذ لعدد كبير من الإعلاميين فقد تخرج على يديه الكثير واشرف على العديد من رسالات الماجستير والدكتوراه التي اسهمت في تشكيل دراسة اعمق عن الاعلام واكتشاف عوالمه ومعالمه وفي الوقت نفسه خرّج نخبة من الاعلاميين المثقفين والاكاديميين البارزين وغيرهم الذين يدينون له بالفضل والتقدير ولمسنا ذلك جميعاً من خلال ما كتب عنه من مقالات خلال فترة مرضه وشعور الجميع بمعاناته التي اصابتنا بالحزن.
وكانت ممارسته للإعلام من خلال عمله في المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية والمجلات فرصة ساعدته كثيراً على تجربة ما يمتلكه من رصيد علمي ونظري واوجدت نماذج فاعلة من الاصدارات والمؤسسات الاعلامية الفاعلة التي كان له السبق في وجودها سواء في المجال الصحفي او الاعلام الفضائي.
علاقتي بالدكتور عبدالقادر ممتدة لسنوات وتعرفت عليه اكثر عندما ترأس تحرير صحيفة البلاد وكنت وقتها مديراً عاماً للمؤسسة فاتيحت لي الفرصة للتعرف عليه عن قرب اكاديمياً وإعلامياً وأيضاً ( عبدالقادر) الإنسان المفعم بالخلق الحسن والسمعة الطيبة والتعامل الخلوق.. نرجو من الله عز وجل ان يرحمه رحمة واسعة وان يجعل الجنة مثواه فقد عرفناه مهتماً بأحوال المسلمين، منشغلاً بقضاياهم، باذلاً ما يستطيعه من جهد وعلم ومثابرة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (30) سورة الكهف
نحسبه كذلك ونرجو من المولى عز وجل ان يتقبله في الصالحين وان يخلف على اهله وعلينا بخير ويجبر الجميع ولا نقول الا ما علمنا ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
|