* بغداد - د.حميد عبدالله:
في زيارة هي الثانية من نوعها بعد غزو العراق يصل الى بغداد المبعوث الأممي السيد الأخضر الإبراهيمي في مهمة تنحصر بتقديم المشورة بخصوص إنشاء سلطة عراقية تتولى إدارة البلاد في غضون 90 يوما من الآن.
وإذ يصل الإبراهيمي الى بغداد فان الخلافات حول الجهة التي ستتسلم السلطة مازالت على اشدها خاصة وان أعضاء مجلس الحكم يبدون تمسكا شديدا بمواقعهم رغم ان جميع استطلاعات الرأي تشير كلها الى هبوط حاد في شعبيتهم في الشارع العراقي، أما سلطة الاحتلال فإنها لم تمسك بعد بالخيار المناسب وكل ما يقال ويشاع شكل الحكومة القادمة هو مجرد تخرصات.
ويحمل الإبراهيمي الى بغداد مقترحين يتلخص أحدهما بعقد طاولة مستديرة لجميع الأطراف والقوى السياسية العراقية ويدور الثاني حول تأسيس جمعية وطنية تضم جميع قادة الأحزاب والفصائل العراقية على غرار اللويا جيرغا الأفغانية وبرغم تشابه الفكرتين إلا ان سلطة التحالف ترى فيهما ضياعاً إضافياً للوقت حيث لم يعد ثمة متسع لمثل هذه الأفكار إذ لم يبق سوى 90 يوما على تاريخ تسليم السلطة لكن مصدر في سلطة التحالف قال ل(الجزيرة) ان الأمم المتحدة والتحالف متفقتان على ضرورة تقليل عدد المشاركين في تشكيل الحكومة القادمة بل ان عدد الوزراء يجب ان لا يكون كبيرا من جانبهم فان أعضاء مجلس الحكم مازالوا متمسكين ببقائهم في السلطة سواء من خلال تحويل مجلسهم الى حكومة او توسيعه رغم يقينهم ان رصيدهم قد تآكل في الشارع العراقي خلال اشهر حكمهم وات أيا منهم سوف لن توصله الانتخابات الى أي عنوان في الدولة مهما كان بسيطا.
المعلومات التي تسربت من مكتب السيد السيستاني أفادت ان الإبراهيمي عرض على المرجع الشيعي خلال آخر لقاء بينهما عدة مستلزمات وصفها بانها أساسية ولايمكن من دونها نجاح أية انتخابات ومن بينها توفير 120 ألف عنصر من العاملين في مجال الاستفتاء إضافة الى 30 الفاً من الاماكن الآمنة فضلا عن ضرورة توفير مناخ آمن لملايين الناخبين الذين لايرعبهم الخوف من القنابل او الرصاص في هذه الأثناء اتهمت أطراف شيعية في العراق الأخضر الإبراهيمي بانه مشبع ومعبأ بالروح الطائفية الحاقدة على الشيعة وهو ميال الى دعم الحركات السلفية وغيرها من الحركات التي تتخذ مواقف مناهضة للفكر الشيعي وقال مصدر في حركة حزب الله الشيعية العراقية ان المرجع الديني آية الله السيستاني لايثق بالأخضر الإبراهيمي وقد سجل ملاحظات جوهرية على ميوله واتجاهاته ونواياه مشيرا الى ان الإبراهيمي تساءل ذات مرة حول ما اذا كان الشيعة يؤمنون بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مما دفع أحد أعضاء حركة حزب الله الى ان يجلب عددا من الكتب الشيعية التي تترجم الفكر الشيعي بوضوح وقدمها هدية للإبراهيمي وبعد عام التقى المصدر الشيعي بالأخضر الإبراهيمي في الكويت وسأله عما أحدثته تلك الكتب من تغير في قناعاته فقال الإبراهيمي إنها لم تغير سوى 15% من قناعاته بشأن الشيعة من جهة أخرى اتهم الناطق باسم حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه عضو المجلس الانتقالي احمد الجلبي مبعوث الأمم المتحدة بالانحياز للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وقال انتفاض قنبر الناطق باسم الحزب في سياق انتقاده لتقرير الأخضر الإبراهيمي الذي أشار فيه الى أنه لا يمكن اجراء انتخابات عادلة وذات مصداقية قبل 30 حزيران - يونيو المقبل ان (الإبراهيمي) كان من المعارضين لاخراج صدام من الكويت.
وقال قنبر (لو كنا قد قلنا إن الأمم المتحدة غير كفوءة قبل أن تأتي الى العراق لاتهمنا باستباق الأحداث ولاتهمنا بالتلفيق ولكن الأمم المتحدة قامت بدور غير صحيح عندما جاءت الى العراق).
واوضح أن الأمم المتحدة أصدرت تقريراً لا يمثل الواقع العراقي ولا يمثل سعياً حقيقياً للوحدة العراقية ولإنشاء ديمقراطية حقيقية في العراق وأضاف قنبر أن الأمم المتحدة أرسلت مبعوثا لديه مواقف كثيرة معادية لتحرير العراق وذو ميول صدامية وكان من الوسطاء لإخراج صدام من الكويت عام 1990.
وتابع قنبر قائلا لقد غادر الأخضر الإبراهيمي العراق واجتمع مع عمرو موسى الذي كان صديقا كبيراً لطاهر جليل الحبوش رئيس المخابرات العراقية.
|