احتفلت شعوب العالم بيوم الطفل.. هذا اليوم الذي يحاول فيه منظموه إبراز براءة الطفولة، وتقديم أفضل الخدمات للأطفال؛ حتى يشبوا بصورة طبيعية، ويسهموا بعد أن ينهلوا من العلم والتدريب ما يتيسر لهم في تنمية وإعمار بلدانهم.
كل بلدان العالم احتفلوا بهذه المناسبة، إلا اطفال فلسطين الذين يعيشون داخل سجن كبير رهيب يتعرض فيه الأطفال إلى أشد صور الإرهاب والخوف والقلق، وحتى القتل العشوائي، بل والمتعمد من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكم من طفل فلسطيني سقط مضرجاً بالدماء وهو في طريقه إلى مدرسته لتختلط دماؤه بكتبه وأقلامه, والبعض من هؤلاء الأطفال استشهد وهو في حضن أبيه، وطفلات في حضن أمهاتهن، والبعض الآخر استشهد وهو يحتضن حقيبة مدرسته في يوم الطفل الفلسطيني. حاولت وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية تحريك ضمائر مَن بقت ضمائرهم حتى الآن غير خاضعة لإملاءات الصهاينة من الغربيين وغير الغربيين، وأصدرت الوزارة في هذه المناسبة بياناً أوضحت فيه بأن وتيرة الاعتقالات بحق الأطفال الفلسطينيين زادت في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع وجود ثلاثين طفلاً مريضاً بين المعتقلين ولا يقدم لهم أي علاج، كما يوجد أربع وعشرون طفلاً فلسطينياً يُعتقلون دون توجيه أي تهمة لهم؛ إذ لا يزالون موقوفين على ذمة التحقيق.
هشام عبدالرازق، وزير الأسرى الفلسطيني، قال: إن (80% من الأسرى الأطفال في فلسطين المحتلة) الذين اعتقلوا في سجون الاحتلال تعرضوا للتعذيب.. معرباً عن قلقه من استمرار ممارسات السجانين والمحققين اليهود التعسفية بحق الأطفال الأسرى، ما يتناقض مع المعايير والقوانين الدولية التي تكفل حقوق الطفل في الحروب والصراعات.
وزارة الأسرى الفلسطينية طالبت في بيانها بوقف المعاملة غير الإنسانية المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين عامة، والأطفال منهم خاصة، وذلك بعد ازدياد وتيرة الإهانة والتعذيب النفسي والجسدي والتهديد بالاغتصاب، وحرمانهم من حقهم في التعليم والتعاطي معهم بأرقام مجردة، ما يترك آثاراً نفسية واجتماعية قاسية على الأطفال الفلسطينيين في المستقبل، باعتبار مسؤولية تأهيلهم ودمجهم في المجتمع مسؤولية دولية وطنية، وعلى دولة الاحتلال أن تتحمل كافة تبعاتها، في الوقت الذي تحاول فيه دولة الاحتلال التنصل من مسؤولياتها ضمن منظور القانون الدولي الإنساني ومحاولتها المستمرة توجيه اللوم إلى الجانب الفلسطيني، صاحب الحق المشروع.
هذه المطالبة هل تجد مَن يتعاطف معها في يوم الطفل.. أم تستمر أيام إبادة الطفل الفلسطيني..؟!!
|