أكثرية الروس يعتبرون غزو العراق خطأً كبيراً ويتوقعون بقاء القوات الأمريكية هناك لمدة طويلة

* موسكو-سعيد طانيوس:
أظهر استطلاع للرأي ان الغالبية الساحقة من الروس يعتبرون ان الحرب الأمريكية ضد العراق كانت خطأ كبيرا , وتوقعت اكثريتهم ان تبقى القوات الأمريكية في العراق لفترة طويلة, الا ان نسبة كبيرة من الروس رأت ان غزو العراق أثر سلبا على نفوذ واشنطن في العالم. وبيّن الاستطلاع الذي اجراه مركز (الرأي العام) الروسي بعد عام على بدء العملية العسكرية ضد العراق أن 81 بالمائة من المواطنين الروس الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن اعتقادهم بان الأمريكيين أخطؤوا ببدء الحرب في العراق.
بينما رأى 5 بالمائة منهم أن الأمريكيين على حق. ولم يتمكن البقية من الرد على السؤال.
ورأى 48 بالمائة من الروس أن مقاومة الاحتلال الأمريكي ستشتد بمرور الوقت بينما اعتبر 20 بالمائة أنها ستبقى على مستواها الراهن. فيما قال 9 بالمائة فقط إن المقاومة ستضعف. ويتوقع 42 بالمائة من الروس أن تبقى القوات الأمريكية فترة طويلة في العراق بينما يرى 25 بالمائة أنها ستنسحب عن قريب.
ورأى 67 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع ان نفوذ الولايات المتحدة تراجع على المستوى العالمي بعد غزوها العراق, فيما قال 14 بالمائة إنه لم يتغير ورأى 4 بالمائة أنه ازداد.
وشمل الاستطلاع سكان المدن والقرى في 100 تجمع سكني في 44 إقليما ومقاطعة وتم تنفيذه في أيلول - سبتمبر وكانون الأول - ديسمبر عام 2003 وأواخر آذار - مارس من العام الحالي.
الى ذلك, سيكون الوضع في العراق والشرق الأوسط وكوسوفو على قائمة جدول المواضيع التي سيبحثها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان مع مسؤولين روس أثناء زيارته المقررة إلى موسكو في الفترة من 4 إلى 6 نيسان - ابريل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو ان تفاقم الوضع في كوسوفو يقلق الأمين العام للأمم المتحدة وروسيا على السواء. وأشار إلى أن انفجار العنف الذي افتعله المتطرفون في الإقليم أظهر أن قرار مجلس الأمن 1244 لم يأخذ طريقه نحو التنفيذ الكامل حتى الآن. ويرى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن (محاولات التغاضي عن المتطرفين من ألبان كوسوفو باءت بالفشل وشكلت ما ينذر بنسف الاستقرار في المنطقة كلها). وقال ياكوفينكو إن روسيا تؤيد الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العراق وان موسكو ترى أن الحاجة إلى الأمم المتحدة في العراق تزداد يوما بعد يوم.
واعلن ياكوفينكو أن الجانب الروسي يعتزم تجديد التنبيه إلى وجوب استمرار الأمم المتحدة في القيام بدورها في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وأضاف أن الجانب الروسي ينوي مناقشة احتمالات تنفيذ خريطة الطريق بما فيها احتمال إنشاء آلية دولية للمراقبة، مع الأمين العام للأمم المتحدة بصفته شريكا لروسيا ضمن المجموعة الرباعية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الأخضر الإبراهيمي اليوم على هامش المؤتمر الدولي المنعقد في برلين حول أفغانستان, وقالت وزارة الخارجية إنه (تم خلال المباحثات مناقشة القضايا المتعلقة بتنفيذ الإجراءات في إطار العملية الانتقالية في أفغانستان وكذلك تمت مناقشة امور التسوية العراقية).
وأعرب لافروف والإبراهيمي لدى تطرقهما للقضية العراقية بالإجماع عن أن الانتخابات القادمة هناك يجب أن يتم الإعداد لها بدقة برعاية الأمم المتحدة.