لم يكن هناك ضرورة لأن يصرح أستاذ الكيمياء بجامعة الملك سعود الدكتور حسن بن محمد السويدان -هداه الله- أن منطقة القصيم تحتوي على يورانيوم.
صحيح أنه قال: إنه يورانيوم بتراكيز قليلة، لكنه قال: إن البحث عن يورانيوم في المملكة ربما سيجعل المملمكة دولة صناعية نووية، وإن استدرك وقال: إنه لا توجد لدينا التقنيات اللازمة، وليس لدى المملكة رغبة بذلك!!.
لكن نفي وجود تقنيات ونفي الرغبة لن يكون كافياً، فأنا الآن وكأني أشاهد السيد البرادعي (محمد)، ما غيره، بعد أن قرأ الخبر أخذ يطوي بنطلوناته وقمصانه في حقيبته السوداء ويأخذ أوراقه والعدسة المكبرة لزوم التحقيق وهو الآن عند مكتب الحجز طالباً أقرب رحلة للرياض، وعند وصوله إلى المطار وتجمع سائقي الأجرة كاجتماع الأكلة على القصعة سوف يسأل: أنا عاوز أروح للقصيم، أروح لها إزاي!.
فالمعروف أن البرادعي رغم أنه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي كما تعلن تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية في كل أنحاء الأرض، إلا أنه تخصص مع وكالته في منع الدول العربية والإسلامية من استثمار مقدراتها مثل بقية الدول! وجهوده في هذا المجال سواء في إيران أو ليبيا أو سوريا أوالعراق أو باكستان وغيرها معروفة، والدور على الجميع، ولن يهدأ للسيد البرادعي بال حتى يخلص العرب من أسلحتهم النووية ومفاعلاتهم إن وجدت ويفككها ويحملها في صناديق إلى واشنطن! فهو يرى أن تلك الأسلحة أو المفاعلات خطرة، ولذا فهو يرى أن الأقربين أولى بالمعروف. ومن هذا المنطلق فالبرادعي (فيه الخير) ترك كل الدول النووية و(حط حيله) في جماعته، يمكن تكون سهولة التخاطب بلغة عربية لها دور! وإذا خلص الدول من مفاعلاتها وأسلحتها الخطرة وهو لا يقول لماذا هي خطرة ولا خطرة على مين!! وعلى مَن يخاف السيد البرادعي على العرب أم على إسرائيل!! عندما يخلص الدول من تلك الأسلحة ربما سيحاول أيضاً أن ينزع منها كل ما هو في باطن الأرض من يورانيوم أو غيره.. وهنا مربط الفرس!! والسيد البرادعي لا يتكلم أبداً عن إسرائيل، ربما أن خط السير الذي يتم حجزه له من قِبَل مكتب الخطوط في وكالته لا يمر بها، فهو دائماً من ليبيا إلى سوريا إلى العراق وإيران ثم باكستان، لكن لا يوجد تحويلة إلى صحراء النقب!!
كنت أتمنى من الدكتور السويدان أنه لم يعلن ذلك في الصحف، بل أرسل رسالة أو فاكساً أو اتصل بوزير الزراعة والمياه يخبره عن اليورانيوم الذي يرى أنه مشع وقابل للذوبان وربما يضر المواطنين والري والزراعة هناك، وبالتأكيد أن الوزارة سوف تقوم بواجبها في هذا المجال سواء علمت عن طريق تصريح صحفي أو غير ذلك، وما دام الهدف هو مصلحة المواطن فلا داعي لنفتح عيون السيد البرادعي التي لا ينقصها تفتيح، فهو (ما شاء الله) مبحلق دائماً أكثر من اللازم، فهو عين الوكالة التي لا تنام، وأقول: عين الوكالة، ولا شيء آخر!!.
|