Tuesday 6th April,200411513العددالثلاثاء 16 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(الثُّقوب السَّوداء) (الثُّقوب السَّوداء)
تحية لها في عامها السبعين
أنور عبدالمجيد الجبرتي

احتفلت جريدة (المدينة المنورة) قبل أمس -الأحد- بمناسبة الخطوات التطويرية الجديدة وربط الإدارة الإقليمية في المدينة المنورة بالشبكة الإلكترونية، وعلى رأس قائمة المحتفلين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير المنطقة.
وهذا الاحتفال التطويري تزامن مع بلوغها (سبعين عاما) على بداية اصدارها.
وإني إذ أهنئ هذه الجريدة الرائعة ببلوغها هذا العمر الذي أرجو لها معه المزيد.. وبتطورها المتلاحق وأدائها الصحفي المتزن -أجدها فرصة مؤاتية لأبث بعض مشاعري وذكرياتي معها. وتحية ودعاء لمؤسسيها الأستاذين علي وعثمان حافظ -رحمهما الله وطيب روحيهما.. وتحية وتهنئة لمن قام عليها لاحقاً حتى يوم احتفالها المبارك هذا.
لقد كانت هذه الجريدة -بالنسبة لي- الجريدة الأولى التي أفسحت صدرها لنشر أولى بداياتي الشعرية.
فأذكر أن أول قصيدة نشرت لي كانت في هذه الجريدة.. وكان ذلك عام 1368هـ ووقتها كنت أحد طلبة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- وسافر في ذلك العام إلى مصر للالتقاء بعدد من علماء مصر والحوار معهم حول شؤون علمية مهمة للجميع.
وعند عودته كتبت تلك القصيدة ترحيباً به وتهنئة له بالعودة بعد رحلة علمية حوارية موفقة.
كان نشر تلك القصيدة التي هي بداية البداية شرفاً لي، أسجل لهذه الجريدة شكري وتقديري عليه.
ولها أوليات كثيرة معي، منها -على سبيل المثال- أنها أجرت معي أول حوار مطول لصحيفة سعودية حول الشعر خاصة والأدب عامة في المملكة.
فقد حضر إلى منزلي بشارع الجامعة بالرياض عدد من المثقفين العاملين فيها، منهم الأستاذان محمد صلاح الدين، وعبدالحميد سلامة، وهو الذي أجرى معي الحوار الذي استغرق من الجريدة صفحة كاملة ونشر يوم الجمعة 23-7-1384هـ.
كما أن صاحبيها علي وعثمان حافظ كانا من أوائل المثقفين والصحفيين الذين رشَّحوني ل(جائزة الدولة التقديرية في الأدب) إلى جانب الأستاذين عبدالغفور عطار وطاهر زمخشري - رحمهما الله- اللذين فازا بها في عامها الثاني.. وقد توقفت دون أن تكمل عامها الثالث. وهذا الموقف من صاحبي المدينة تجاهي.. موقف لا أنساه لهما، أضف إلى ذلك من ذكرياتي مع جريدة المدينة أن تزاملنا أنا والأستاذ عثمان حافظ في السفر إلى (الأردن) منتدبين من وزارة الدفاع لزيارة الجيش السعودي المرابط على الحدود بين الأردن وإسرائيل وذلك بعد حرب 1967م.. ممثلين للصحافة السعودية.
والزميل الأستاذ حسين عسكري ممثل للإذاعة السعودية في تلك الرحلة، وخلقت تلك الرحلة أواصر صحبة ومودة بيننا لا زالت عالقة في ذاكرتي حتى اليوم.
وقد استمريت أكتب مقالات شبه أسبوعية في هذه الجريدة وإن لم التزم بها أسبوعياً بشكل ثابت، وعندي في الاضبارات عشرات من المقالات التي نشرت في هذه الجريدة القيمة وبخاصة بعد تطويرها الأول على يد (محمد وعلي حافظ).
وقد سارت (المدينة) على خط تصاعدي إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تطور فني وطباعي، إلى جانب عطائها الفكري والثقافي.. تسيل به أقلام عدد كبير من العلماء والأدباء والمثقفين الذين أخصبوها بإشراقاتهم المتزنة المعتدلة.
وتمتاز صحيفة المدينة بقوة التوجه الإسلامي.. دون أن يكون ذلك على حساب الثقافة العامة واهتماماتها الصحفية المختلفة.
وليس في بروز (المدينة) بهذا الوجه ما يقدح أو ينقص الصحف الأخرى.. فلكل صحيفة طعم ومذاق يختلف -إلى حدٍ ما- عن الأخريات.
ولو لم يكن لصحيفة المدينة من فضل على قرائها إلا ملحقها (الجُمَعي) الأسبوعي (الرسالة) لكان كافياً لأن تحتل مكاناً سامقاً من اهتمامات القراء ومتابعتهم لها.
فإلى الإمام يا صحيفة شرفت باسم (المدينة) الأرض.. مهاجر سيد الأنام محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- وبارك الله جهود القائمين عليها، ووفق الله الجميع لما فيه خير الدين والوطن والأمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved