هل توقعت في يوم من الأيام أن تسمع شكوى وتحسر من أرض!
هذا ما حصل لي (أو هكذا تصورت) وإليك القصة:
فأثناء ما كنت أمشي في أحد الأحياء في مدينتا الحبيبة (الرياض) لفت نظري وجود كثير من قطع الأراضي بمساحات طيبة متروكة ومهملة لم تستثمر ببناء أو غيره وهي بهذا كانت مليئة بالمخلفات والنفايات ووضعها سيئ جدا وظللت أمشي وأتساءل بيني وبين نفسي: أَنُسي هذا المكان؟.. وأضع علامات استفهام كثيرة وكنت أود أن أسمع إجابة مقنعة لها وبينما أنا كذلك اقتربت من واحدة منها فسمعتها تقول لي بلسان الحال وهي تتحسر وتتأسى على وضعها الحالي وتخشى مستقبلها المظلم وتقول:
يا أخي هذا مكانٌ
خصصوه للحديقة
قلت في نفسي لعلي
أصبح للكل عشيقه
أحلم باليوم الذي
فيه أكون حقيقه
بين أحضاني زهور
وشجيرات بسيقه
ورود يانعات
تمنح النحل رحيقه
أمتع الكل بريح
من شذى الزهر عبيقه
أهملوني سنوات
ذاك شيء لا أطيقه
تركني دون ذنب
انها بئس الطريقة
رشوني بنفايات
أفسدت وجهي بريقه
انقذوني انقذوني
انت جد غريقه
انت من يسعى لصلا
ح الأرض لا شيء يعيقه
ليس من يمشي سويا
مثل من ضل طريقه
ويحكم استصلحوني
انني نعم الصديقه
هذه فرصتكم
حيث لازلت طليقه
انظروا ما حل
بأختي الشقيقه
جرفوها واستعاضوا الز
هر عمارات شهيقه
ها أنا أرجف خوفا
ليس لي دم أريقه
وغدا ان جاء يوم
سجلوني بوثيقه
عندها حتما تقولوا
رحم الله الحديقه |
وأنا بودي أنقل هذه الشكوى الأليمة إلى المسؤولين في الأمانة وعلى رأسهم سمو الأمير (أمين المدينة) وللعاملين في هذا المجال علهم يوجدون حلا مناسبا ينقذ هذه المواقع من الضياع والحديقة لم توضع إلا للاستفادة منها وهي فعلا كالرئة للحي ومتنفس لساكنيه وهذه المشكلة تتفاقم وتزداد إذ ان كل مخطط جديد يخصص فيه موقع أو أكثر للحديقة وأرى كحل مبدئي أن تحاط بسور لحمايتها على الأقل إلى أن يحين الوقت المناسب لإحيائها ولا أشك أن لدى الاخوة في الأمانة كثير من الخيارات بتحسين وضعها وأرجو أن نرى الوقت الذي تستغل فيه الحدائق للغرض الذي وجدت من أجله خدمة للوطن والمواطن.
|