كنت أسمع عن الشاب التقي النقي عبدالسلام البرجس، ولما أره، ولما رأيته زدت محبة له وإعجاباً به، لم ألقه إلا مرتين، كانت الأولى في اللقاء الثاني للحوار الوطني في مكة المكرمة، وكانت الثانية في لجنة المشورة في المهرجان الوطني، ولقد عرفت فيه حسن الخلق وبشاشة الوجه والاقبال على الكافة بروح عالية وخلق جميل، ولقد أسهم في اللقاءين بوعي ووسطية وحرصٍ على مصلحة الأمة.
وكنت على موعد معه لاستضافته في المنطقة لالقاء محاضرة وفوجئت بخبر وفاته -رحمه الله- بعد عودته من المنطقة الشرقية مسهماً في الدعوة والارشاد، وفقد شاب مثله في علمه وخلقه يعد خسارة فادحة نسأل الله له المغفرة والمثوبة ولذويه الصبر والسلوان، لقد كان رحمه الله حريصاً على التواصل يتحرك بين المؤتمرين كالنحلة، يصحح مفهوماً أو يضيف معلومة، وكانت مداخلاته -رحمه الله- في غاية الهدوء والتهذيب، ولم تمر جلسة من جلسات الحوار إلا وكانت له اضافة يوافقه من يوافقه ويخالفه من يخالفه، وما كان في يوم من الأيام متعصباً لرأي ولا مستبداً بموقف.
وكانت رؤاه التي يطرحها تتسم بالوسطية والواقعية والمعقولية وكلما استشف امتعاضاً من أحد تصيَّده في ردهات الفندق أو على طاولات المطعم وجادله بالحسنى، وكان مجلسه لا يمل، ولقد أسفت كثيراً على تأخر اتصالي به ورحيله قبل الاستفادة من معارفه.
وكم اتمنى من زملائه ومخالطيه تجميع تراثه من محاضرات وندوات ولقاءات وكتب وتجهيزها للطباعة لكيلا تضيع بوفاته.
نسأل الله ان يجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين وان يخلف عليه شبابه وأن يجبر مصاب أهله ومعارفه واصدقائه.
|