* الرياض - حازم الشرقاوي:
لاشك أن النجاح في الحياة له مذاق خاص يستطعمه المتميزون في حياتهم العملية والخاصة، وهذا النجاح المتميز لمسناه في رجل تجاوز الـ 75 عاما وما زال - بفضل الله - يعمل كخلية النحل ينسى نفسه في مكتبه إلى ساعات متأخرة من اليوم وهو يتابع أنشطة شركة البابطين للطاقة والاتصالات داخل المملكة وخارجها والتي يرأس مجلس إدارتها الشيخ محمد عبداللطيف البابطين الذي التقته (الجزيرة) رغم انشغاله بشكل مستمر في متابعة أنشطة هذه الشركة الممتدة بين الرياض والقاهرة والتي تصدر منتجاتها إلى أكثر من 36 دولة في العالم.
******
إن ما يفعله البابطين اليوم داخل الشركة هو امتداد لنشاطه قبل 50 عاماً مع أخويه حمد وإبراهيم المؤسسين لهذه المجموعة، والتي أصبح ملاكها الآن عشرات الأفراد من أبناء وأحفاد المؤسسين، وعندما شعر محمد البابطين بأهمية تحويل الشركة من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة أسرع على الفور بإجراء الدراسات اللازمة من قبل الخبراء والمتخصصين ورفع أوراق التحويل إلى وزارة التجارة التي صدرت موافقتها في شهر يوليو الماضي، وجاء هذا التحول بعد أن أصبحت شركة البابطين أحد الصروح الصناعية الكبرى في المملكة المنتجة لأبراج الكهرباء والاتصالات وامتدت أنشطة الشركة إلى خارج المملكة فلديها صرح صناعي آخر في مصر لتغطية السوق المصري وأفريقيا وبعض الدول الأوروبية.
* صدرت في شهر يوليو الماضي موافقة وزارة التجارة بتحويل شركة البابطين للصناعة إلى شركة مساهمة.. متى سيتم طرح أسهمها للاكتتاب العام ثم للتداول؟
حسب موافقة وزارة التجارة يمكن طرح الأسهم للتداول بعد صدور ثلاثة ميزانيات من تاريخ موافقة الوزارة أي سيتم طرحها خلال عام 2006 فأعتقد خلال هذه الفترة قد تحدث تغيرات كثيرة خاصة وأن الشركة لديها إستراتيجية واضحة في عمليات التطوير والتحديث وتصدير منتجاتها إلى دول العالم ولكن نحن نبذل جهداً ونحقق أرباحاً ستسهم بالتأكيد في تعظيم قيمة السهم وفي الأغلب فإن عملية التقييم تتم بالرجوع إلى جهات محايدة ثم لحكم السوق على قوة المركز المالي للشركة عند الطرح.
* ماهي نسبة الأسهم التي سيتم طرحها للتداول وكم يقدر عددها؟
نحن سنطرح حوالي 40%من أسهم الشركة للاكتتاب ثم للتداول ونتوقع لها إقبالا كبيرا من قبل المستثمرين خاصة وأن الشركة تتمتع بسمعة طيبة وبأرباح جيدة ترتفع من عام لآخر
* ما هي الأسباب الرئيسية وراء تحولكم إلى شركة مساهمة؟
- إن تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة يحقق عدة فوائد ومزايا مثل: ضمان استمرار الشركة بإذن الله حتى بعد غياب جيل المؤسسين، ثم يتيح الفرصة لدخول مساهمين استراتيجيين إلى الشركة مما يدعم مركزها التنافسي، وكذلك يعطي ثقة أكبر للمقرضين مما يتيح مصادر تمويل تمكن الشركة من التوسع إذا رغبت في ذلك، كما يتيح لها تشغيل إدارة محترفة، ويكون دور المساهمين هو التوجيه والرقابة على أعمال الإدارة.
* كيف ترى واقع المؤسسات الفردية في المملكة مقارنة بالشركات المساهمة ومع انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية؟
- المؤسسة الفردية بطبيعتها صغيرة وستكون عرضة لضغوط اقتصادية هائلة عند انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، وأن الحجم سيكون عاملا مهما والقدرة على الطوير والتوسع والنمو وهي ستكون متاحة بشكل أفضل للشركات المساهمة، وأيضاً الإدارة المحترفة والمرنة لمواجهة التغييرات المتسارعة في مجال الأعمال.
أما بالنسبة لما بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية ستتغير قواعد المنافسة ولن يكون للمؤسسات الصغيرة أي مجال للمنافسة أمام الكيانات العملاقة ستكون قواعد المنافسة هي الجودة والسعر ولا أفضلية لكون المنتج مصنوعاً في هذا القطر أو ذاك إما أن نستطيع أن نصنع منتجا بجودة مقبولة من العميل وسعر منافس وإلا نتنحى لمن يقدر على ذلك.
والصناعات الصغيرة والمتوسطة ينبغي أن تطور نفسها حتى تكون روافد مغذية للمصانع الكبيرة، تطور نفسها من ناحية التقنية، والجودة، والالتزام.
* ما هي أهم أنشطة شركة البابطين؟ وماذا عن مراحل التطور التي مرت بها؟
- شركة البابطين للطاقة والاتصالات تعمل في مجال أبراج نقل الطاقة وأبراج الاتصالات، وأيضا مجال أعمدة وصواري الإنارة بمختلف أنواعها ومقاساتها وكذلك في مجال فوانيس الإنارة للشوارع والساحات والحدائق ونحن الوحيدون في المملكة والمنطقة الذين نملك محطة لاختبارات الأبراج والأعمدة ونقوم بإجراء الاختبارات ليس لمنتجاتنا فقط ولكن لمنتجات شركات عديدة أخرى داخل المملكة وخارجها.
وقد مرت الشركة بمراحل تطور مهمة تحولت خلالها من شركة تضامنية تدار من قبل المالكين إلى شركة ذات مسؤولية محدودة تدار من قبل إدارة محترفة وذات هياكل إدارية وتنظيمية متطورة، ثم المرحلة الثالثة كانت التحول إلى شركة مساهمة مغلقة.
* هل لديكم استثمارات أخرى غير شركة البابطين للطاقة والاتصالات؟
- نحن نمتلك عددا من المصانع المنتجة للمراجل البخارية والكرتون والبلاستيك والمكيفات الصحراوية بالإضافة إلى مصانع لإنتاج غسالات (سبيدكوين) وثلاجات (أدميرال).
* منتجاتكم تقوم على الحديد ما هو تأثير ارتفاع أسعار الحديد الأخيرة على منتجاتكم النهائية؟
- إن أسعار الحديد ارتفعت فجأة بنسبة تزيد على 40% تأثيرها الواضح سيكون على التعاقدات التي تمت قبل ارتفاعها أما التعاقدات الجديدة فسيتم رفع أسعارها بشكل تدريجي بحيث لا يكون هناك ضرر ولا ضرار، وأود أن أشير إلى أن الشركة تعودت أن يكون لديها مخزون إستراتيجي من المواد الخام لمواجهة مثل هذه الأزمات.
* هل يقتصر تسويق منتجاتكم على الداخل فقط أم لديكم منافذ للتصدير؟
- نحن نسوق منتجاتنا في السوق المحلي، وأسواقنا الخارجية تشمل دول الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من دول العالم الأخرى ونقوم بتصديرها من خلال شبكة وكلاء أيضاً بالتسويق المباشر، ويقدر عدد الدول التي نصدرلها بنحو 36 دولة في العالم.
* ما هي أهم المعوقات التي تواجهكم في عملية تصدير منتجاتكم؟
- الجودة والمنافسة السعرية هي أساس النجاح في التصدير والعوائق غالباً ما تأتي من النظم المقيدة للاستيراد في بعض الدول.
* لديكم استثمارات خارج المملكة.. كم تقدر حجم هذه الاستثمارات؟ وهل تفكرون في زيادة استثماراتكم في الخارج؟
- نعم لدينا استثمارات خارج المملكة، ونحن نخطط استثماراتنا بالخارج لكي تخدم أهدافنا وهي أن نكون لاعبا رئيسيا في مجال نشاطنا على المستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.
* كيف تقيمون القطاع الصناعي في المملكة؟
- نحن في المملكة ولله الحمد وبفضل من الله ثم بالرؤية الثاقبة للقيادة السعودية والتي دأبت على تنويع مصادر الدخل بالمملكة لكي لا يكون البترول هو المصدر الوحيد فقد أعطت توجيها استراتيجياً بدعم القطاع الخاص الصناعي، وقد قدمت حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني قدمت دعماً هائلاً حتى أصبحت المملكة واحدة من أهم دول المنطقة من حيث الصناعة والتقنية المتطورة وجودة المنتجات التي تشهد لها الأسواق العالمية، ولكن بالطبع فإن التطوير المستمر لهذا القطاع الصناعي أمر حيوي وهو منوط بإدارات الشركات الصناعية.
* ما هي أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع؟
- التطوير المستمر للتقنية، والأساليب الإدارية المتطورة، وتقليل التكاليف وكذلك تخريج عمالة فنية ماهرة من مراكز التدريب تكون قادرة على استيعاب التقنية والتعامل معها وتطويرها. هي أهم التحديات التي تواجه القطاع الصناعي.
* السعودة من القضايا التي أصبحت تشغل بال الدولة بشكل كبير.. فما هي رؤيتكم وتوجهاتكم تجاه هذه القضية الوطنية؟
- قضية السعودة تشغل بالنا ونهتم بها كثيراً فقمنا بإنشاء مركز متخصص في الشركة لتأهيل وتدريب السعوديين العاملين في مختلف إدارات الشركة، كما لا يقتصر دور التدريب على مركزنا ولكن نرسل بعضهم للحصول على دورات متقدمة في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض.
|