بعد غد الخميس سيبدأ دوري عام 91 - 92هـ لأندية الدرجة الأولى بالمنطقة الوسطى، وذلك بمباراة تقام على ملعب الصائغ الرياضي بين الهلال واليمامة، بينما يلعب يوم الجمعة القادم في ثاني لقاء بالدوري وعلى ملعب الصائغ أيضا الشباب والنصر.. ورغم توقعات الكثير من الناس والكثير من المراقبين بأن الدوري سيكون هذا العام على درجة كبيرة من الحماس والتنافس الشديد، إلا أن فئة من الجمهور الرياضي ما زالت متحفظة بالنسبة لهذا الشيء، لأسباب ليس مهما أن تقرر هنا أهميتها أو عدم أهميتها.
لكن لا بد من الإشارة إلى أن الدوري سيكون في بدايته متسما بطابع الحماس، وان انعدم في مبارياته، أو في بعضها، الصور الفنية المثيرة بفعل الأعصاب التي قد تطغى على المباريات وتؤثر في مستوى اللاعبين، معرضة البعض منهم إلى الاهتزاز وعدم ظهوره بالمستوى المعروف عنه.
وإذا كنا نقيس أهمية أية مباراة بما تحفل به من فنيات وعروض منسقة، فإنه من الضروري أن نذكر جيدا أن الأهداف من أحلى ما يعطي المباريات طابع الإثارة، وأن الحماس الشديد والمتابعة الدقيقة للكرة تؤثر هي الأخرى في تفاعل الجماهير وارتياحهم للمباراة، بمعنى أن الحماس قد يأتي غالبا تعويضا عن اللمحات الفنية التي عادة ما نفقدها بوجود الحماس الذي يصحبه الأعصاب والرهبة والخوف من الموقف.
وإذا كان الاختلاف واضحا والتقديرات ملموسة، فإن ذلك مبعثه أن كل إنسان ينظر إلى الفريق وإلى المباراة من زاويته الخاصة، ومن خلال تجربته وتوقعاته التي قد تصيب حينا وتخطئ أحيانا، وليس من شك أن بدء دوري على مستوى فرق الدرجة الأولى، وهي الفرق التي تتقاسم كل الجماهير التي تتابع المباريات باستمرار، هو دليل على الأهمية التي تعطى لمثل هذه المباريات التي هي بمثابة الوقود الذي يشعل التنافس بين الأندية ويزيد من قابليتها لدى الجماهير.
دوري أندية المنطقة الوسطى يأخذ أهميته من خلال أكثر من اعتبار.. فهو دوري قصير؛ لأن الفرق المشتركة فيه قليلة، ومعنى هذا أن الخسارة في أية مباراة ليس من السهولة تعويضها.. ثم هو دوري بين فرق أعطاها الزمن الطويل على تأسيسها فرصة المنافسة الشديدة، وهذه النقطة، وإن لم تقل عن النقطة الأولى، فهي مع اختها روافد تجمعت لتشكل ذلك النهر الكبير الذي يشكل الخطورة من القاعدة التي يقوم عليها.
مباراة الخميس
اليمامة فريق عاند الهلال مرات ومرات، وأقصاه عن البطولة أكثر من مرة منذ كان الأهلي وإلى اليوم والذي أعرفه، أن الهلال يعطي لليمامة وزنا خاصا وأهمية قد لا يعطيها لبقية الأندية، هو يدرك أن اليمامة ليست أقوى الأندية، لكنه لا يستطيع أن يغالط بأن لليمامة معه مواقف ممتازة ومشرفة، ولذلك فإن قوة الهلال وحماس اليمامة مع شعور الهلال بأن اليمامة قد تستأسد معه بالذات يجعل هذا اللقاء كبيرا، ولئن كان فريق اليمامة أبعد الفرق، كما يراها البعض، عن تحقيق البطولة؛ لفقدانها للتدريب السليم خلال الفترة الماضية، فإن تسلم خيري لتدريب الفريق قد يساهم في خلق قوة جديدة تظهر بالدوري كمفاجأة تصفع مثل هذه التوقعات، وهنا لا بد من القول بأن الهلال الفريق الخطر في هذه المباراة؛ لأنه يملك عناصر في المقدرة تستطيع بمهارتها أن تعوض النقص الذي قد يحدث في الوسط أو الظهر من جراء أسلوب التعاون الذي تتسم به الكرة اليمامية.
مباراة الجمعة
هذه المباراة بين الشباب والنصر.. وإذ قلنا الشباب عادت بنا الذاكرة إلى تاريخ مضى عليه عشر سنوات، يوم كان الشباب قوة ساحقة في جمهوره ومستوى لاعبيه.. وإذا ذكرنا النصر تذكرنا مباراته مع الاتحاد وحصوله على بطولة المنطقة مرات ومرات.. لكن ذلك، وان كان المرء لا يستطيع أن يتخلص منه.. إلا أنه ليس مهما بالقدر الذي يؤثر في مباراة يوم الجمعة القادم.. فالنصر قوة كبيرة، ما في ذلك شك.. والشباب لا تقل هي الأخرى عن النصر، بل إن عناصر الشباب الحالية لو وجدت شيئا من التدريب والعناية لكانت بطولة المنطقة منها قاب قوسين أو أدنى.
المهم أن هذه المباراة هي، في نظري، من أهم المباريات.. وأستطيع أن أقول بأن التنافس بين الفريقين جد كبير.. وإن كان لا يظهر بالصورة التي ظهر ويظهر بها مثلا تنافس النصر مع الهلال.. لكن رغم الصمت فالتنافس الشديد بين الفريقين موجود.. وهذا يسرنا كثيرا؛ لأنه يجعلنا نتوقع مباراة ممتازة.. على أنه لا يجب أن يغيب عن بالنا بأن الدوري والحماس له لا يحدده الطرف الآخر في المباراة.. ولكن تحدده كل الفرق المشتركة.. لأن النتيجة النهائية والبطولة والكأس لا تتحقق إلا من خلال مكاسب العام خلال مباريات النادي مع كل الاندية.
آمالنا
نحن نأمل من قلوب أفعمت بالحب والود لكل الأندية أن تشهد مباريات كبيرة، لا يهمنا من يفوز.. الأندية كلها حبيبة إلى قلوبنا وهي أنديتها.. يهمنا أن تتطور الرياضة.. أن يرتقي مستواها.. من خلال نشاطات الأندية واهتمام اللاعبين بمباريات الدوري.. ولذلك فإني سأحضر المباراتين وكلي أمل بأن أشهد مستويات جديدة مشرفة من الفرق.
يا حكامنا
والدوري على الأبواب.. بطاقة دعوة لكل الحكام الذين سيشاركون في تحكيم مباريات الدوري بأن يكونوا نزيهين ويقظين.. بأن يكونوا في مستوى المسؤوليات المناطة بهم.. حتى يسير الدوري هادئا بين الحكم والجمهور، وبين الجمهور والأندية.
المحرر الرياضي |