كأن الحيوانات والطيور تنتقم لنفسها بنفسها من ظلم بني البشر لها فهم يأكلونها ويستفيدون منها وهي رئيسية في هرم غذائهم ومنها ينتفعون بجلودها وشحومها وشعرها ومن الطيور بيضها ولحمها أيضا وقد عانت هذه الحيوانات والطيور على مر الأزمان والعصور من ظلم بني البشر لها من مختلف الأجناس والديانات فلم يقدموا لها شيئا مقابل ما اعطتهم من فوائد جمة بل كانوا سببا في انقراض بعضها وقتل الآخر بحثا عن الدواء وتارة عن الكسب المادي من خلال البيع والشراء وغيرها من منافعها التي سخرها الله لبني البشر منذ ان فطر الخليقة وكانت هذه الحيوانات عاجزة لا تفعل شيئا أمام جور الإنسان وبطشه بها وتنكيله فقررت ان تتخذ قرارا افتراضيا لتكسب المعركة مع بني البشر من خلال اصابتهم بأمراض وفيروسات معدية وقاتلة فمن الايبولا والايدز وجنون البقر وحمى الوادي المتصدع وسارس إلى انفلونزا الطيور والفطريات والسعار في الحيوانات الأليفة وغيرها من الأمراض التي تصدر عنها المجهولة منها والمعلومة وكل مرض أخطر من الآخر وبما ان الحيوانات هي السبب بطريقة مباشرة ودائما متهمة فالوفيات بالآلاف حول العالم والإصابات لا يمكن ان تشفى بسهولة ومن النادر النجاة منها وما ان تحط منظمة الصحة العالمية رحالها بعد مكافحة أحد هذه الأمراض التي انتشرت منذ سنين وتفشت مؤخرا في مختلف دول العالم إلا وتستعد لمكافحة مرض جديد مصدره الحيوانات والطيور أيضاً وتبدأ المعاناة في وزارات الصحة والسكان بتلك الدول بتكثيف المتابعة والتوعية وتقليل ما يمكن تقليله من الآثار السيئة التي تنجم عنها من سبل الوقاية وتطويق المرض وانحسار الاقتصاد الدولي لتلك البلدان وهنا تتكسر قوانين جمعية الرفق بالحيوان والتي وضعها البشر أنفسهم لحمايتها والابقاء على نسلها والحيلولة دون انقراضها حيث اعدام الحيوانات والطيور المصابة ومن ثم حرقها في أبشع صورة للتعذيب بالنار يرتكبها البشر وهي لا شك وسيلة ناجحة من وسائل مكافحة الفيروس كما يثبت المتخصصون بهذا الشأن ولكن ان لم تفعل هلكت واهلكت وهكذا تدور رحى المعركة حرب افتراضية طاحنة بين الحيوانات والطيور والبشر وتارة ننتصر وأخرى ننهزم ونحن في معركة دائمة مفترضة مع هذه الحيوانات وكل ذلك بتقدير العزيز الحكيم.
|