لا أحد ينكر أن الصهيونية العالمية هي المسيطرة على الاقتصاد والإعلام الغربي ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية مما سهل تكوين أجندة لتشويه صورة العرب والمسلمين منذ زمن وتستغل جميع الأحداث والتصرفات التي تنتج من بعض المحسوبين على الأمة العربية والإسلامية لصالحها وأكبر عمل من الأعمال المشينة الذي استغلته أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م لتوظيفه لصالحها بحجة مكافحة الإرهاب وننسى أنها هي صانعة الإرهاب والعالم المتحضر يدرك أبعاد مخططات الصهيونية العالمية ويعتبرها مهيمنة على الدول الكبرى ولكن هذا لا يعني أن صورة العرب لدى الغرب يصعب تحسينها ومواجهة الدعاية الصهيونية وهذا لا يتم إلا من خلال منظومة متكاملة يتم فيها توحيد الإعلام العربي والإسلامي وفق منهجية علمية تتضح فيها الدراسات الإنسانية التي تستطيع أن تخترق هذه الحواجز وتمهد الطريق للتحاور مع الغرب من خلال القواسم المشتركة في الهوية الثقافية وأن تحترم خصوصية الآخر .
وقبل هذا وذاك أن يترفع إعلامنا عمّا يحدث من تباين بين دوله وعلمائه ومفكريه وأن يحاول أن يبرز للإعلام الغربي الشيء الذي يعبر عن وحدتنا وبأننا أصحاب هوية واحدة حتى يتم احترامنا أمام العالم الآخر وأن لا تستغل خلاف ذلك ومن الأمور التي يجب التركيز عليها هي إقامة المنتديات الفكرية التي تدور حول الصراع بين الحضارات وأن تستقطب المفكرين من العالم الإسلامي والعالم الآخر من شتى الثقافات حتى تزول الضبابية بينها لأن بعض المفكرين ولاسيما الغربيين يجهلون حقيقة هويتنا الثقافية ويعتبرونها هي نمط من أنماط الكنيسة التي استغلت الدين على حساب أهوائها الشخصية ويعززون ذلك بتصرفات بعض المحسوبين على الإسلام والذين يضربون بعرض الحائط حقوق أهل الذمة .
وقد يصل الأمر عند هؤلاء أيضاً إلى إعلان عدائهم لأصحاب أهل الكتاب بشكل عام وهذا جهل بفهم حقيقة الإسلام الذي عصم حقوق الناس من مسلمين وغيرهم أيضاً من الأمور التي يجب التركيز عليها إبراز كل العلوم الإسلامية على مر العصور وترجمتها إلى جميع اللغات وصياغتها بأسلوب حضاري مع مراعاة الجانب الفلسفي والتأصيلي أيضاً بالنسبة للمفكرين من المسلمين الذين يقيمون في دول الغرب عليهم البحث عن أسلوب التكيف الذي يضمن لهم الاحترام والتقدير وأن تكون جميع حواراتهم تحترم خصوصيته وعدم التدخل في الأمور الداخلية كذلك الجانب السلوكي وخصوصاً الذين يمارسون بعض المنكرات والسلوكيات الخاطئة التي تشوه سمعة الإسلام وبأن ما ينتج من ممارسات من هؤلاء هو يعبر عن سلوك الإسلام وقد سمعنا عن ممارسات مشينة ارتكبها بعض المحسوبين على الإسلام فتجدهم في البارات يرقصون ويسيئون إلى هذا وذاك، قيادتهم للسيارة بشكل متهور، يعاكسون النساء ولا يحترمون أنظمة ذلك البلد كل هذه الأمور تعكس صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين لأنهم لا يفرقون بين الإسلام ومن انتسب إلى الإسلام واليوم الأمة الإسلامية مطالبة من أكثر أي وقت مضى بوقفة جادة لمواجهة ما يحاك ضد الإسلام انطلاقاً من قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} هل نحن فاعلون..؟
هذا ما نرجوه.
|