توقفت ظهرا عند بوابة مدرسة ابني الصغير انتظر خروجه بعد نشاط رياضي مفتوح، وفجأة لاحظته يقبل نحوي بوجه عابس مكفهر. وما أن استقر داخل السيارة حتى بادرته بالسؤال: ما الخبر؟. فقال: لقد خسرنا يا أبي اليوم مباراتنا ظلما وقهرا. فقلت له: ستقول لي -كالعادة- إن الحكم لم يحتسب لكم خمس ضربات جزاء وتجاهل عشر حالات تسلل. قال: الأمر ليس كذلك يا أبي، لقد خسرنا مباراتنا لأن عامل النظافة بمدرستنا (هندي) هو الذي قام بحراسة مرمى خصمنا. فقلت له: ربما أن مدرستكم يابني تطبق لائحة اللاعب الأجنبي، رمقني عندئذ بنظرة ولسان حاله يقول ليس الخلي كالشجي.
يروي الطلاب لأهاليهم أحياناً أحداثنا مدرسية طريفة وعجيبة، بعض هذه الأحداث تكشف عن سوء أو جودة ممارسات المدرسة. أذكر هنا أن مسؤولا تعليميا رفيعا ظل فترة طويلة يستشهد في حديثه مع لجانه التعليمية بما يمر به ابنه من مواقف في مدرسته، بل إن روايات ابنه تصبح أحياناً مثار جدل وحوار في لقاءات اللجان بالوزارة.
حول الطرائف المدرسية تقول احدى النوادر إن أحد الآباء سأل طفله بعد أن أمضى أول يوم له في حياته الدراسية: كيف وجدت المدرسة اليوم يا بني، فأجاب الطفل: لقد كان بحق يوما رائعا لم يفسد علينا متعته ( Spoilit ) سوى شخص يسمونه المعلم.
*كلية المعلمين بالرياض |