في مثل هذا اليوم من عام 1972، قامت الولايات المتحدة بتجهيز مئات من القاذفات العملاقة B-52 وقاذفات القنابل المقاتلة الأخرى لشن هجوم جوي محتمل رداً على الغزو الذي قامت به قوات فيتنام الشمالية للجزء الجنوبي مؤخرا، وتم إرسال حاملة الطائرات (كيتي هوك) من الفلبين للانضمام إلى الحاملات المتواجدة أمام ساحل فيتنام وتزويدها بدعم جوي إضافي. ويذكر أن هجوم فيتنام الشمالية، الذي أطلق عليه (الهجوم الشرقي)، كان غزوا مكثفا من جانب قوات فيتنام الشمالية، وضمت القوات المهاجمة 14 كتيبة مشاة و26 كتيبة منفصلة تضم اكثر من 120 ألف جندي وحوالي 1200 دبابة إضافة إلى العربات المصفحة، ومن ضمن الأهداف الرئيسية لفيتنام الشمالية بالإضافة إلى مدينة كوانج تري في الشمال، إسقاط مدن كانتوم في المرتفعات الوسطى وآن لوك في الجنوب.
جدير بالذكر أن فيتنام الشمالية كان لديها عدة أسباب لشن الهجوم منها,إثارة إعجاب العالم الشيوعي وشعبها، واستغلال المشاعر الأمريكية المناهضة للحرب للإضرار بفرص الرئيس ريتشارد نيكسون بالنسبة لإعادة انتخابه، واثبات فشل الاحتلال الأمريكي، بالإضافة إلى الإضرار بقوات فيتنام الجنوبية واستقرار حكومتها وكسب مناطق إضافية قبل إبرام أي معاهدة سلام.
وفي البداية، تم التغلب على مدافعي فيتنام الجنوبية وخاصة في الأقاليم الشمالية، حيث تخلوا عن مواقعهم في كوانج تري وهربوا إلى الجنوب، وفي كانتوم وان لوك، حالف هذه القوات نجاح اكبر ضد الهجمات، ولكن بعد أسابيع فقط من القتال المرير. وبالرغم من أن المدافعين تكبدوا إصابات كبيرة، إلا انهم استطاعوا الثبات بمساعدة من مستشاري الولايات المتحدة والقوات الجوية الأمريكية. واستمر القتال في جميع إنحاء فيتنام الجنوبية حتى اشهر الصيف، إلا انه في النهاية انتصرت قوات فيتنام الجنوبية على الغزاة واستعادت كوانج تري في سبتمبر. وبعد فشل الغزو الشيوعي، أعلن الرئيس نيكسون أن نصر فيتنام الجنوبية اثبت حيوية (برنامج فيتنام) الذي قام بطرحه في عام 1969 لزيادة القدرات الدفاعية لقوات فيتنام الجنوبية.
|