كشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب عن تبني الرئاسة العامة لرعاية الشباب لخطة خمسية لتفعيل دورها في توجيه الشباب السعودي الوجهة السليمة وحمايته من الانحراف وراء الأفكار المتطرفة والشعارات المظللة وخاصة في المرحلة الراهنة التي تواجه فيها الأمة الإسلامية العديد من التحديات والتيارات التي تحاول النيل من مقدراتها والهيمنة على مقومات مستقبلها من خلال زعزعة شباب الامة عن ثوابته ومعتقداته السليمة وجره وراء شعارات فكرية وثقافية منحرفة لا تخدم مصالح الامة ورسالتها في هذه الحياة.
وأوضح سمو الأمير سلطان بن فهد في حديث مطول مع قناة (الأوائل) الفضائية بأن اللجنة المختصة التي شكلت من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويشارك فيها عدد من الأكاديميين المتخصصين ستبدأ بعد أسبوعين من اجل الخروج بتوصيات دقيقة وواضحة المعالم لها حتى يتسنى الرفع بها إلى المقام السامي الكريم.. مشيرا سموه إلى أن هذه الخطة تركز على كيفية استثمار أوقات فراغ الشباب وطاقاته وكيفية بناء حوار فكري ناضج مع هؤلاء الشباب وإعطائهم حرية الرأي في حدود الثوابت الشرعية وأن يكون له دور في طرح الآراء والأفكار التي تساهم في بناء مستقبله.
وحول دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في حماية الشباب من المشاكل المحدقة بهم أكد سموه حرص الرئاسة على القيام بدورها ومسؤولياتها الكاملة اتجاه تنمية وبناء الشباب البناء السليم المتوازن فكريا وجسديا وبالشكل الذي يجعل منه عضوا فاعلا في بناء وطنه وخدمة مجتمعه وأمته.. وحمايته من جميع المخاطر التي تهدده في كل مرحلة من المراحل.. مبرزاً سموه الإنجازات التي حققتها الرئاسة في بناء المشروع التنموي الوطني منذ إنشائها من خلال العديد من المعطيات والمنجزات الكبيرة.. مؤكدا سموه على أن دور الرئاسة لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط كما صوره الإعلام، ولكن هناك العديد من المشاريع والبرامج الشبابية والثقافية التي تنفذها الرئاسة وتوليها عناية اكبر وفق خططها العامة ولكنها لا تأخذ حقها من الناحية الإعلامية.. واستدل سموه بالبرامج التي تنفذها الرئاسة من خلال بيوت الشباب ويستفيد منها ما يزيد على (150) ألف شاب سنويا، والمدن الساحلية التي يستفيد من خدماتها وبرامجها ما يزيد على (250) ألف شاب سنويا وتعنى بالجوانب الثقافية والدينية والفكرية والاجتماعية لدى الشباب.
وعن دور الرئاسة في اكتشاف المواهب بين فئات الشباب المختلفة وفي كافة المجالات أوضح سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز أن الرئاسة تولي هذا الجانب أهمية كبيرة لإيمانها بأن تلك المواهب ثروة وطنية يجب أن تستثمر وتحظى بعناية خاصة وقال سموه: إن هناك (27) اتحادا وجمعية نوعية تابعة للرئاسة تعنى بتنمية مواهب الشباب وصقلها وإذا كما تم اكتشاف الموهبة يتم تبنيها وصقلها والعناية بها وهناك العديد من الأمثلة التي وصلت فيها مواهب الشباب السعودي إلى مراكز عالمية.. وهو ما يجعل الرئاسة تصر على البحث عن المواهب واكتشافها والعناية بها..
وحول ممارسة المرأة للرياضة وإمكانية تبني الرئاسة العامة لرعاية الشباب لاندية رياضية خاصة بالفتاة شدد سموه بأن ممارسة الرياضة للفتاة حق طبيعي ولكن يجب ألا تخرج تلك الممارسة عن حدود الشريعة الإسلامية والحشمة التي كرم الله بها المرأة المسلمة وأشار سموه إلى أنه يوجد بالمملكة بعض الأماكن التي يمكن أن تمارس بها المرأة الرياضة.. مرجعا سموه مسؤولية تبني أندية خاصة بالفتاة إلى الجهات التي تعنى بالفتاة.
وحول تعاون الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع وزارة التربية والتعليم في تطوير الرياضة المدرسية أكد سموه أن هناك تعاونا مستمرا مع وزارة التربية والتعليم في مجال الرياضة المدرسية وغيرها من المجالات التي تعنى بمواهب الشباب واهتماماتهم المختلفة.. مشيرا سموه إلى أن هناك لجنة مشتركة بين الرئاسة ووزارة التربية تجتمع كل (6) أشهر للتنسيق بشأن تطوير مجالات التعاون ما بين الرئاسة والوزارة ووضع الآليات المناسبة لاستفادة الوزارة من المنشآت الرياضية التابعة للرئاسة في إقامة برامجها وأنشطتها المدرسية ومنها الدورة المدرسية ودوري المدارس وغيرها من الأنشطة الأخرى.. مشددا سموه على أن هذا التعاون سيكون بإذن الله مفيدا أيضا في اكتشاف المزيد من المواهب الجديدة، كما انه خطوة أولى لتغيير مفاهيم الرياضة للجميع.. وأبان سموه إلى أن آخر اتفاقية تم توقيعها مع وزارة التربية تقضي بقيام شركة متخصصة من الاتحاد السعودي لكرة السلة مهمتها تعليم لعبة كرة السلة للطلاب تحت (12) سنة في (450) مدرسة وتنتهي بـ(2500) مدرسة.
وأكد سمو الرئيس العام لرعاية الشباب على ضرورة تحمل المجتمع بكامله مؤسسات وأفراداً مسؤوليته في توعية الشباب وانتشالهم من براثن الجريمة والانحراف، مشدداً سموه على دور العلماء والدعاة وخطباء المساجد والمثقفين والمؤسسات الإعلامية التي تقع عليها مسؤولية كبيرة إلي جانب الأسرة والمدرسة في تحصين الشباب ضد التيارات المنحرفة وتنويره بمخاطر الأفكار الهدامة التي تحاول التغلغل في عقولهم وتفكيرهم وتجرهم إلى مواطن الشر والزلل.. وقال سموه إن هناك حاجة ملحة إلى تضافر جهود قوى المجتمع من أجل الوقوف في وجه التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتستهدف شبابها من اجل زعزعته عن ثوابته وقيمه الإسلامية الصحيحة حتى يتسنى لها السيطرة على الأمة والهيمنة على مقدراتها.
وعن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب دعا سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز في ختام لقائه التلفزيوني الشباب إلى طرق كافة اوجه المهن الشريفة التي تلبي حاجات سوق العمل دون التعفف عن بعض الأعمال التي تتطلبها حاجة المجتمع.. مؤكدا سموه بان العمل من أنواع العبادة التي تعود على صاحبها بالخير والفائدة، مشددا سموه على أهمية وعي القطاع الخاص بضرورة تفعيل مشروع (السعودة) من خلال استيعاب الطاقات الوطنية وإتاحة الفرصة أمام الشباب السعودي ليكون له دور فاعل في نمو وتطور السوق المحلية.. وللقضاء على نسب البطالة وإيقاف تدفق مليارات الريالات التي يتم تحويلها عن طريق الوافد الأجنبي.
|