تابعت بألم قصة الطالب الذي دعس في فناء متوسطة مجمع الأمير سلطان التعليمي بحي صلاح الدين بالرياض والذي نشرت تفاصيلها الجزيرة.
وإذا تطرقنا إلى الموضوع بطريقة تتعدى مرحلة الألم والأسى إلى مرحلة التروي والتفكير فإننا سوف نشخص المشكلة ونعالجها بإذن الله حتى لا يتكرر هذا الخطأ الفادح.. وذلك كله يتطلب أن نتناقش حول الأسباب التي أدت إلى ما حدث بصراحة وبشفافية لاسيما وأننا نناقش أمراً يتعلق بسلامة فلذات أكبادنا.
وسوف أورد ما قد رأيته من أسباب منطلقاً في ذلك من قوله تعالى {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } (79) سورة النساء.
أولاً: الإدارة المعنية بالتغذية المدرسية في وزارة المعارف: فكيف سمحت هذا الإدارة لشركة التغذية المدرسية أن تجري عملية تمويل المقاصف في ساعات الدوام الرسمية للمدرسة؟.. كان حري بها أن تلزم الشركة بتمويل المقاصف في غير أوقات الدوام الرسمية احتراساً من إيذاء الطلاب أثناء عملية التمويل واحتراساً من تأخير التمويل بالوجبات في ظل الازدحام المروري في أوقات الذروة، لاسيما وأن التغذية عبارة عن فطائر وعصائر مغلقة أعدت بحيث تحفظ لعدة أيام قادمة، كل ذلك فضلاً عن دخول سيارة كبيرة الحجم في فناء المدرسة.
ثانياً: التدريب التربوي: إن انشغال المدير بالتدريب خارج المدرسة يعطينا إشارة بأن التوجه التدريبي في التربية- إن صحت التسمية - يسير في اتجاه خاطئ من ناحية التوقيت مع سوء تقدير العواقب، فالمدير حسب ما أعلم يعج جدوله الفصلي باللقاءات التربوية والدورات التدريبية والمشاركات المختلفة وكلها في الصباح على الرغم من وجود فرص مماثلة في غير تلك الأوقات أو على الأقل أوقات أخرى تتخلل اليوم الدراسي وليس تركه للمدرسة بالجملة، وعلينا ألا ننسى في هذا الموضع أن الطالب هو الهدف الأول من العملية التعليمية فخدمة مصلحة هذا الأخير يجب أن تقدم على هذه الجداول التدريبية العشوائية.
ثالثا: إدارة المرور: ولعلي أورد قصة واقعية في هذا الصدد وهي لرجل يقود منذ أكثر من ثلاثة عقود يقول لي: إن ولدا لي بلغ السن القانونية ولكنه لا يعرف القيادة مطلقاً وفوجئت به عندما وافقوا على منحه لرخصة!.
هذه القصة تبين أن ثمة خللاً في مدرسة القيادة لدينا في المملكة فلا رسوب بل كلهم ناجحون، إن أي سباك أو عامل يتعذر عليه نقل كفالته أو فرصة أيجاد عمل فإن الحل في نقل كفالته وتوظيفه يكمن في الحصول على رخصة بغض النظر عن إجادته للقيادة فيحصل عليها دون أدنى جهد.. عمومية كانت أو خصوصية أو حتى لدراجة نارية.. ويعجز لساني عن وصف خطورة أن يسير شخص لا يجيد القيادة في شوارعنا الضيقة أو الواسعة أو السريعة أو الداخلية.
وأطالب في هذا المقام بتحديث طريقة تعليم القيادة علمياً وعملياً في مدارس القيادة لدينا حتى نخرج بسائقين جديرين بالقيادة في طرقنا.
ونحن أولياء الأمور أيضاً تقع علينا المسئولية بشكل كبير إذ إن توعية أبنائنا بخطر المركبات في أي مكان وإن كانت في فناء المدرسة تعد خطراً كبيراً فكم من سيارة تسير ومن حولها أطفال لاسيما في مواقع تجمعات الأطفال الذين يحاول بعضهم الاستعراض أمام زملائه بالاقتراب من السيارة فيغدو مثلاً غير سوي لهم.
ما تقدم لم يكن نقداً وافياً جامعاً بل كان مجرد خاطرة أب أحسَّ بألم أب مثله على فراق من يحب بسبب إهمال يمكن إصلاحه حتى لا يتكرر الألم.
سفيان محمد الأحمري
ص.ب: 101801 الرياض 11665
|