عندما يولد الطفل صغيراً (فإنه يكون مذهولاً) بجميع ما يراه وعندما يكبر شيئاً فشيئاً فإنه يحاول أن يشبع فضوله وأن يجد جواباً لكل ما يدور في داخله من أسئلة فتجد دائماً الطفل يسأل عن أشياء لا يعرفها ومع الوقت تجده يحاول اكتشاف الغامض فتجده يعبث ببعض الأشياء محاولاً اكتشاف ما بداخلها.
وليس هناك مجال للشك بأن الطفل يتأثر تأثراً تاما بالمحيط الذي يعيش فيه يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ما معناه : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه... إلى آخر الحديث) وهذا أكبر دليل على ذلك والجميع يقتنع بذلك يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه |
وتجد أن الطفل يحاول تقليد من حوله تجده أحياناً يقلد والده أثناء الصلاة أو يقلد صوت الأذان إذا كان يسمعه دائماً وكذلك الطفلة الصغيرة تقلد والدتها في غسل الصحون وبعض الأعمال التي تقوم بها الأم أمام الطفلة ومن هنا ينشأ الطفل وتبدأ مسؤولية الوالدين في تنشئة هذا الطفل باعتباره مستعدا لقبول أية معلومة في الحياة سواء كانت جيدة أو رديئة والولدان يكتشفان رغبة هذا الطفل في اكتساب شيء معين وهو ما يسمى بالميول فإذا كان الوالدان يعيشان في حالة من التوتر اليومي والمشكلات فإن الطفل سيتأثر بذلك ويميل إلى العدوانية وينشأ عليها مع مرور الوقت.
أما إذا كان الأبوان يعيشان في جو أسري متفاهم فإنهما سيغرسان تفاهمهما في أطفالهما ويحاولان إبعاد الطفل عن كل مشهد سلبي في الحياة.
البعض يعتقد أن تربية الطفل تبدأ بعد دخوله المدرسة أو بعد سن العاشرة ويعتقدون أن تربية الطفل منذ البداية هي تربية صحية فقط معتقدين أن الطفل لا يمكن تربيته إلى بعد سن العاشرة وهذا خطأ.
كذلك يعتقد البعض أن الوالدين يجب أن يكونا على قدر من التعليم حتى ينشأ أولادهم نشأة جيدة وهذا خطأ فلو نظرنا إلى بعض من هم على درجة من الأخلاق الفاضلة والمراكز التعليمية المتقدمة لوجدنا أن معظمهم من أب وأم أميين لا يقرآن ولا يكتبان وربما من مجتمع فقير لم يلتحق أفراده بالتعليم. ومن ذلك نستنتج أن التربية الصحيحة لا تعتمد على المراكز ولا على المستويات المعيشية بل تعتمد على الترابط الأسري والتفاهم بين الأب والأم ومن حولهما وهو الغرس الطيب الذي تكون ثماره طيبة.
|