يحتدم النقاش ويتزايد حول مسألة الإصلاح، فصار هناك العديد من الآراء والاطروحات من قبل النخب المثقفة التي تعتمد في توجهها على تقديم المشورة والرأي في العديد من القضايا التي تهم البلد، فزاد حضورها وكثافتها مع الوقت، يدفعها في ذلك الحرص والاهتمام لمواجهة الواقع المتغير الذي يشهد تفاعلا أصبح يؤثر فينا، فكان الإصلاح والتحديث مطلبا وحاجة ضرورية.
ولكن يكمن هنا أمر هو ما نعيشه والذي يتلخص في وضع الآراء التي تبرز بين كل لحظة وأخرى في مدى جديتها ومناسبتها لحل المشكلة أو معالجتها، فحدث هناك جدال وحوار وهو الطاغي على الساحة حاليا، في شد وجذب والذي يعتبر ظاهرة صحية ومطلوبة في حالة الارتقاء إلى الحوار البنّاء بعيداً عن الدخول في متاهة المفاهيم والمصطلحات التي تجعله يخرج عن مساره الصحيح؛ فنجد أنفسنا في جدال عقيم يفقدنا أصول الحوار، فنظل في حوار فارغ المحتوى والمضمون، وبهذا نبتعد عن الهدف المقصود، يضاف إلى هذا هو مسألة الاختلاف، وهي النقطة الأهم على الكثير من الآراء والاطروحات والتوجهات، ومدى التقبل لها عند الحوار والذي يجب أن يسوده مفهوم الرأي والرأي الآخر؛ للوصول إلى فهم حقيقي لواقع المشكلة وايجاد الحل الناجع لها بعد عرضها بشكل دقيق وتحديد المشكلة الجديرة بأن توضع في سلم الأولويات، فالقضايا لا تؤخذ جميعا بل بالتدرج بداية بالأهم، فطريق الإصلاح يحتاج إلى حوار هادئ وجاد يساعدنا نحو تحقيق الطموحات ومواجهة التحديات.
|