ليست المرة الأولى، وبالطبع لن تكون الأخيرة التي تحمل القيادة السعودية هموم وقضايا الأمة العربية والإسلامية لتضعها أمام قادة الدول الصديقة في المباحثات التي تجريها معهم سواء في الزيارات التي يقوم بها قادة المملكة للدول الصديقة، أو عندما يلتقون بقادة هذه الدول عند زيارتهم للمملكة.
وهكذا وكالعادة كانت الهموم العربية والاسلامية في مقدمة المواضيع التي طرحها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مباحثاته في فيينا، فبالاضافة الى الأوضاع المتردية التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة الاحتلال الاسرائيلي البغيض، وحالة الشعب العراقي ومصير وحدة ترابه وسيادته واستقلاله، طرح سمو ولي العهد الموقف الصحيح والواضح للإسلام والمسلمين تجاه الارهاب والأعمال الارهابية التي يرتكبها فئة منحرفة لا تقتصر على نفر قليل من المسلمين، بل هناك فئات وعناصر من عدة ديانات وقوميات وجنسيات وموضحاً بأن الارهاب لا يمكن ربطه بدين أو قومية بل هو سلوك منحرف، وهو ما تفهَّمه الجانب النمساوي الصديق الذي جاءت مواقفه متطابقة مع الموقف السعودي خاصة نظرتهما تجاه السياسات الأحادية الجانب الإسرائيلية وممارستها في الأراضي المحتلة نحو سياسة الاضطهاد والاغتيالات التي تمارسها في سعي صارخ لاجهاض عملية السلام حتى قبل أن تبدأ.
كما كان التفاهم والتطابق السعودي النمساوي متوافقاً بالتشديد على وحدة العراق واحترام سيادته واستقلاله مع التأكيد على أهمية الدور المحوري للأمم المتحدة وخاصة في مرحلة انتقال السلطة الى الشعب العراقي وفي موعدها المحدَّد على أسس الوحدة الوطنية بعيداً عن التقسيم الطائفي والعرقي.
هذا التوافق والتطابق السعودي النمساوي في هاتين القضيتين المحوريتين عربياً وإسلاميا يؤكد قدرة وفعالية التحرك والعمل السعودي بالدفاع عن القضايا العربية الاسلامية التي تكسب العديد من المواقع والأصدقاء من الدول وقادتها بعد كل زيارة أو تحرك تقوم به القيادة السعودية.
|