* الصلبية - منصور سرور الحربي:
حضر سلمان كعادته إلى المدرسة بكل جد ونشاط حاملا كتبه وأدواته المدرسية وآمالا عريضة بنظرة متفائلة للمستقبل، حضر الحصة الأولى والثانية مع زملائه ولم يدر بخلده أن تلك اللحظات هي الأخيرة وآخر عهده بالمدرسة بل الدنيا الفانية كلها فإرادة الله فوق الجميع، فما أن حانت الحصة الثالثة والمدرس شارع بشرح الدرس وكتابته حتى سقط بين زملائه ميتاً.
وتقول حيثيات الحادث التي يرويها مدير متوسطة الصلبية بالقصيم محمد عبدالله الحربي قائلا: لاحظت فوضى غير طبيعية وصراخا داخل فصل الأول متوسط فذهبت لاستطلاع الأمر فوجدت الطالب ساقطا على الأرض وبعض زملائه والمعلم يحاولون رفعه والبعض الآخر من الطلاب قد تسمروا على مقاعدهم مذعورين فقمنا بحمل الطالب للمستوصف إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الخرج من أسوار المدرسة مع العلم أنه لم يكن يعاني أي أعراض مرضية وكان رحمه الله من خير طلابنا علما وأدباً.
وفي اليوم التالي قام مدير المدرسة محمد الحربي وزملاؤه المعلمون وبعض الطلاب بزيارة والد المتوفى وأداء واجب العزاء، في حين أن أغلب زملاء المتوفى بالفصل لا زالوا يعانون من هول الصدمة جراء الحادثة خصوصا وأن أعمارهم لم تتجاوز الثالثة عشرة.
|