انتقل المقر الرئيسي لشركة المملكة القابضة إلى موقع جديد: الطابق 66 من برج مركز المملكة، وأهمية هذا اليوم ليست مجرد تسجيل تاريخ انتقال شركة المملكة من مقرها في شارع التخصصي إلى (برج المملكة) كما بات يعرف.. وإنما تنبع أهميته من أن هذه النقلة تشكل وثبة نوعية لأنها تؤرخ 25 عاماً من العمل والمثابرة لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة ومؤسسها.
عندما تخرج (أبو خالد) من الجامعة عام 1979م وهو لا يزال في مقتبل العمر (أطال الله عمره في الخير وأمده في أعماله الصالحة) أي في بداية العشرينات من عمره، لم يتكئ على الوسادة المريحة لاسمه ليستمتع بحياته، ولكنه أخذ يهرول في عالم الأعمال حتى سبق الركب، وكم نتمنى أحياناً في ساعة متأخرة من الليل في مكاتب شركة المملكة: (ليت الأمير الوليد يستمتع بما وهبه الله!) ولكن سموه لا يكل ولا يمل، فهو (ما شاء الله تبارك الله) فتي في عمله دؤوب عليه.
ما السر في ذلك؟
قبل أن أجيب، أتساءل كم من قارئ سيحاول انتهاج مسار الوليد بن طلال، أو (الوليد) كما أصبح الناس يتداولون اسمه حفظه الله وكأنه أصبح علامة (ماركة) تجارية مسجلة؟
الجواب، وهو في بساطته صعب ممتنع، أن الأمير الوليد يستمد نشاطه من مصدر واحد فقط: الإدارة!
ما الصعوبة في ذلك؟ لربما يتساءل البعض.. لا توجد صعوبة إذا أراد المرء أن يدير حياته مثل عقارب الساعة، تماماً كما يفعل الأمير.. فسرّ نجاحه ليس في الإدارة التي تمارسها الشركات العادية أو نقرأ عنها في عالم الأكاديميا، بل اليقظة ومتابعة أدق التفاصيل حتى إنني أسأل دوماً في المجالس عن كيفية استطاعة الأمير إدارة إمبراطورية أعمال ضخمة بعدد محدود من الموظفين فتكون إجابتي: الإدارة... ولكن اتهام المبالغة سرعان ما ينهال عليّ.
وأقولها حقاً، إن الإنتاجية التي عوّدنا عليها الأمير الوليد في شركة المملكة القابضة هي من نوع لم يشهد العالم العربي له مثيلاً إلا في حالات متفرقة هنا وهناك.
وأجزم أننا في اليوم الواحد ننجز من الأعمال ما يستغرق غيرنا أضعاف الزمن. والسبب في ذلك أن سمو الأمير دعّم كل موظف وشجعه على أداء عمله ليس بأفضل وجه ولكن.. بأدق وجه، إن جاز التعبير.
أقرأ بين الحين والآخر مقالات وكتب عن أسلوب هذا وذاك من الغرب في الإدارة، ولا ضير في ذلك. ولكننا بحاجة لمن يكتب عن نماذج إدارية في عالمنا العربي تكون بمثابة الدافع للجيل الجديد. وأقولها بكل صراحة: إن نموذج إدارة الوليد بن طلال هو مثل يحتذى به لتسيير العمل ورفع الإنتاجية وتحقيق الهدف. وليتنا نحتفل في عالمنا العربي بالمزيد من هذه الأمثلة المثلجة للصدر، وهنيئاً لك يا أبا خالد باليوبيل الفضي وعقبال اليوبيل الألماسي.
أمجد شاكر
المدير التنفيذي للعلاقات والإعلام / شركة المملكة القابضة |