*فلسطين المحتلة-بلال أبو دقة:
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيدا إسرائيليا خطيرا خلال شهر مارس-آذار المنصرم، حيث سقط من الفلسطينيين أكثر من مائة شهيد وشهيدة، جراء ارتكاب القوات الاسرائيلية جرائم حرب بحق المواطنين الفلسطينيين، أطفال وشيوخ ونساء حوامل.. وقادة سياسيون ومقاومون من كافة الفصائل الفلسطينية.. كان على رأسهم الشيخ الجليل أحمد ياسين، زعيم ومؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومرافقوه وثلة من المصلين الفلسطينيين..
وزارة الصحة الفلسطينية، قالت في تقرير تلقت الجزيرة نسخة: إن (31 شهيداً وشهيدة) سقطوا منذ ارتكاب القوات الاسرائيلية جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين يوم الاثنين الموافق 22-3-2004، وحتى يوم الجمعة الموافق 26-3- 2004 الأمر الذي يعكس تصعيدا إسرائيليا خطيرا..
وذكر التقرير الذي أصدره مركز المعلومات الصحية الفلسطيني في الوزارة: أن (25 من الشهداء) سقطوا في قطاع غزة، واستشهد الباقون في الضفة الغربية..
وأشار التقرير الفلسطيني: إلى أن من بين الشهداء امرأتين، إحداهما سقطت مع زوجها في منطقة عبسان الكبيرة في خان يونس، وكانت حاملاً في الشهر الرابع ولديها أربعة أطفال، ومن بين الشهداء خمسة أطفال أعمارهم أقل من 18عاماً..
وأوضح التقرير أن ثمانية من الشهداء المدنيين سقطوا أثناء عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين يوم الاثنين الموافق 22-3-2004 بعد أدائهم صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي في مدينة غزة، حيث قصفت الطائرات المروحية المنطقة بثلاثة صواريخ أدت إلى استشهاد الشيخ القائد والمواطنين الثمانية..
وأضاف التقرير أن من بين الشهداء أحد أفراد الطواقم الطبية وأخصائي العلاج الطبيعي في مركز شهداء جباليا الصحي، إبراهيم الحو..
وبحسب إحصائيات المركز الذي زارته الجزيرة فإن إصابة (67%) من الشهداء جاءت من إطلاق رصاص حي مباشر عليهم، و(50%) جاءت إصاباتهم في النصف العلوي من الجسم، فيما بلغ عدد الجرحى خلال هذه المدة (236جريحاً)، منهم (202) في الضفة الغربية، والباقون من قطاع غزة..
وسجل المركز عدداً من حالات الإعاقة المتعمدة لسيارات الإسعاف والطواقم الطبية ونقل المرضى إلى المستشفيات، فقد واصلت قوات الاحتلال منع سيارات الإسعاف من دخول معبر بيت حانون إلى الشمال من قطاع غزة نهائياً إلى داخل المستشفيات الاسرائيلية، إضافة إلى منعها نقل المرضى من سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى أخرى إسرائيلية لنقلهم إلى مستشفيات الداخل..
واتهم التقرير حكومة الاحتلال بأنها تستهتر بحياة وأرواح أبناء الشعب الفلسطيني، وتتعمد حرمانه من حقوقه في حياة صحية سليمة.. مشيرا: إلى أن هناك اعتداءات جسيمة ضد القطاع الصحي الفلسطيني، كالمستشفيات والمراكز والعيادات الصحية، واعتقال المرضى وعرقلة وصولهم إلى المستشفيات وأماكن العلاج، ما أدى إلى استشهاد العديد منهم، وتدهور حالة الكثيرين من المرضى بشكل خطير، بشكل يتنافى مع اتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية..
وكان وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور جواد الطيبي أكد في لقاء خاص مع الجزيرة أن عدد الشهداء الذين قضوا جراء العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية منذ مطلع آذار-مارس المنصرم وحتى يوم الأربعاء الموافق 24-3-2004 بلغ أكثر من 80 شهيداً و352 جريحاً.. مشيرا إلى أن (63 شهيداً) قضوا في قطاع غزة، و(17 شهيداً) قضوا في الضفة الغربية.. وأن هناك (197جريحاً في قطاع غزة)، و(155جريحاً في الضفة الغربية)..
وأكد الوزير الفلسطيني على أن (17شهيدا) هم من شريحة الأطفال دون الـ 18عاما، بما يعادل (21 %) من مجموع شهداء شهر آذار مارس الدامي..
وأوضح الطيبي أن (19من الشهداء) سقطوا جراء عمليات الاغتيال التي نفذتها المروحيات الحربية الاسرائيلية، فيما استشهد الباقون جراء إطلاق النيران العشوائية على منازل المواطنين الفلسطينيين المدنيين..
ومما قاله وزير الصحة الفلسطيني: أن (36 شهيداً) سقطوا بالرصاص الحي، فيما سقط عشرة شهداء بالقذائف، في حين سقط (18 شهيداً) جراء إصابتهم بشظايا القنابل والصواريخ ، واستشهد فلسطينيان نتيجة انفجار ألغام وأجسام مشبوهة وضعتها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد توغلها لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف الفلسطينيين.. ومما أكد عليه وزير الصحة الفلسطيني: أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الشهداء والمصابين في الأجزاء العلوية من أجسادهم، ما يؤكد نية القتل المبيتة، مضيفا أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين الذين بقوا ينزفون لعدة ساعات ما زاد من عدد الشهداء.. موضحا أن معظم الشهداء كانت أصابتهم في الأجزاء العلوية من أجسادهم، خاصة في الرأس والصدر.. وأن من بين الشهداء، خمس سيدات، منهن سيدتان حاملان، كما كان من بينهم شهيد من الطواقم الطبية، وآخر مريض نفسي..
وأكد الوزير الفلسطيني أن جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني لم تتوقف لساعة واحدة، ويبدو أن هدف الاحتلال من الجرائم هو إشباع الرغبة الصهيونية بدماء الفلسطينيين قبل الانسحاب من غزة..
وفي يوم الأربعاء، اليوم الأخير من شهر مارس-آذار (31-3- 2004) استشهد فلسطينيان على مشارف مستوطنة (نفيه دكاليم) غرب حي الأمل في مدينة خان يونس.. وما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز جثماني الشهيدين الفلسطينيين حيث لم يتم التعرف على هويتهما بعد..
يُقتل الفلسطينيون دون محاكمة
وكان الأمين العام المساعد للشؤون السياسية ب(الأمم المتحدة)، (دانيلوترك)، عبر عن قلق الأمم المتحدة من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بما فيهم الأطفال، الذين يسقطون قتلى أو جرحى خلال العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ؛ مشيرا: إلى أن إسرائيل قامت بعمليات قتل للفلسطينيين دون محاكمة خلال الفترة الماضية ؛ وأضاف (دانيلوترك) أنّ الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأحوال المعيشية للفلسطينيين، تتأثّر بشدّة وبشكل سلبي، جرّاء التدابير الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والغذاء وفرص العمل..
إلى ذلك أعربت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان التي تعمل في الأراضي العربية المحتلة عن قلقها البالغ جراء التصعيد الدراماتيكي الخطير، الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي يترافق مع إعطاء الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لقواتها بتنفيذ المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وبتصعيد لعملياتها العسكرية في قطاع غزة..
وطالبت مؤسسة الضمير المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف عملياتها ووقف مجازر من المؤكد أنها ستحدث على أيدي قوات الاحتلال في حال استمرارها بالتصعيد.. وحثت الدول والأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة من أجل إلزام إسرائيل بتطبيق بنود الاتفاقية، وبشكل خاص ما يتعلق بحماية السكان المدنيين زمن الحرب .
|