* واشنطن - أ ف ب:
أكدت الولايات المتحدة مجددا أن عملية قتل أربعة مدنيين امريكيين الأربعاء في الفلوجة غرب بغداد لن تؤدي إلى انسحاب القوات من العراق، ورفضت أي تشابه مع السابقة التي حصلت في مقديشو في الصومال في العام 1993، وكرّرت الخارجية الأمريكية ان القوات الأمريكية ستبقى في العراق طالما لزم الأمر ولن يتم سحبها على عجل كما حصل في الصومال في 1993، وكانت أعمال وحشية ارتكبت بحق رفات جنود امريكيين يشاركون في عمليات للأمم المتحدة في الصومال، دفعت بالإدارة الأمريكية آنذاك إلى سحب قواتها من هذا البلد.
وأعلن مساعد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية آدم ايريلي أثناء لقاء مع الصحافيين (بعد الهجمات في مقديشو، غادرنا البلد، لكن، أولا، لن يحدث ذلك هنا، يمكنني ان أؤكده لكم).
وأضاف (وثانياً، أعتقد ان وجه الشبه مع مقديشو غير صحيح لسبب وجيه وهو أننا نعمل في العراق، التحالف يعمل في العراق بمشاركة الشعب العراقي). وقال ايريلي أيضا (إن غالبية هؤلاء الناس، كما أعتقد، في وضع أفضل اليوم مما كانوا عليه قبلا... وهم على استعداد لتحمل المزيد من المسؤوليات (...) إنهم برأيي أكثر ثقة في المستقبل من الصوماليين في تلك الفترة')
وتأتي هذه الملاحظات بعد قتل وتشويه جثث أربعة مدنيين امريكيين الثلاثاء في الفلوجة وكانت التلفزيونات الأمريكية بثت مشاهد لهم. وتعهد البيت الأبيض بان يتعقب قتلة المقاولين الأمريكيين الأربعة الذين أحرقت جثثهم ومثل بها في الفلوجة.
وقال سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض بعد الالحاف عليه في السؤال عن سبب عدم الإعلان عن أي اعتقالات حتى الآن (لن أخوض في مناقشة بشان عمليات عسكرية أو التخطيط لها من على هذه المنصة..... أود أن أقول أنني واثق من ان هؤلاء الأفراد سيمثلون أمام القضاء عن هذه الهجمات المروعة والخسيسة). وأضاف قوله ان الجناة (سفاحون). واستعرضت الجموع المبتهجة في العراق يوم الأربعاء الجثث المتفحمة لمقاولين امريكيين يعملون في شركة تدعى بلاك ووتر المتخصصة في الحماية والأمن الذين قتلوا في مكمن نصب لسيارتهم في شوارع الفلوجة وهي منطقة تتركز فيها المقاومة العراقية.
وبينت الصور المروعة العراقيين وهم يمثلون بأجسادهم. وقال ماكليلان عندما سئل هل رأى الرئيس جورج بوش الصور البشعة لعملية القتل في الفلوجة (نعم) ولكنه قال :ان الحادثة عززت من عزيمة الرئيس على انجاز مهمة السعي لتحقيق الاستقرار والأمن في العراق.
وقال ماكليلان : (إننا لن نخاف. سنبقى على نهجنا وسننجز المهمة).
ووعد ضابط في الجيش الامريكي في العراق برد (ساحق) على هجمات الفلوجة ،وقال البريجادير جنرال مارك كيميت في مؤتمر صحفي في بغداد : ان الانتقام سيكون في (الوقت والمكان الذي نختاره). ولكنه لم يذكر اي إيضاح مثلما فعل ماكليلان. وقال فرانك لوتنبرج السناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي الذي سافر إلى العراق الشهر الماضي انه قال في رسالة إلى بول بريمر الحاكم المدني الامريكي في العراق : ان الولايات المتحدة يجب ان تخرج من العراق في أقرب وقت (ولكن ليس قبل التأكد من ان البلد أصبح قادراً على ان يكون مجتمعا يسوده القانون والأمن).
وطالبت نانسي بيلوسي العضو الديمقراطي البارز بمجلس النواب بإعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية في العراق وقالت : ان القوات الأمريكية في العراق فشلت في الحفاظ على النظام في الفلوجة. وقالت : ان هذا يثير أسئلة بشأن تسليم السيادة للعراقيين في 30 من يونيو حزيران ،وقالت (إذا أردنا الالتزام بهذا الجدول الزمني فمن الواضح ان الرئيس يحتاج إلى خطة أفضل كي نغادر البلاد بعد نحو 90 يوماً).
وأضافت قولها (ما هي الظروف التي ستعمل فيها قواتنا بعد 30 من يونيو حزيران؟ ما هي قدرة قوات الأمن العراقية على المحافظة على النظام في المناطق المخصصة لها؟) من ناحية أخرى اعتبر مسؤول في مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية : ان المهاجمين الذين قتلوا أربعة مدنيين امريكيين في الفلوجة غرب بغداد ليسوا على علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة على ما يبدو، لكن البعض منهم تلقى تدريبا محدداً. وأوضح كوفر بلاك المسؤول السابق في السي آي ايه امام لجنة في الكونغرس، ان المهاجمين كانوا (معبئين ضد امريكا) ويعتبرون الأمريكيين، عسكريين أو مدنين، بمثابة (أعداء). ورداً على سؤال لأحد النواب عما إذا كان هذا الهجوم يحمل توقيع القاعدة، قال بلاك (لا علاقة مباشرة محددة برأيه بين هذه المجموعة والقاعدة). وأضاف (لكن عدو عدوي هو صديقي بالنسبة إليهم).
|