* في نقاش علمي نفسي تساءلنا: هل العقل يدرك حقيقة الحياة من خلال العقل المجرد؟ وهل المرض النفسي يستطيع عبور محطة العقل؟
س.م.أ - بريطانيا.. لندن.
ج - لعل بوسعي الإجابة عن السؤالين بواسع من نظر مكين، ولعل ما في الكون كله، الكون المنظور والكون المقروء هو: المجيب عن السؤالين معاً ذلك إذا تأمل الإنسان الإجابات من خلال نظرة حرة أمينة متزنة تظهر له من خلال التجرد عبر القرون الطوال فينظر بعيداً عن أية أيديولوجية وغسل مخ وتقليد وجنون عظمة ووصاية وقوة باطشة أو قوة ماكرة ذكية مركزية ينظر الحياة بتأمل واسع النظر بعقل سليم متجرد صاف هناك يظهر له جزماً أن العقل أنواع وليس نوعاً واحداً لكنه (نوع واحد) في خلقه وأصله قبل تلوثه بالأهواء والشيطنة والسفه وتسلط القوي على الضعيف والتسلط كذلك ليس نوعاً واحداً لكنه يظهر للدهاة بمظاهر شتى قد لا تعد ولا تحصى.
العقل رقم (أ) رضع لبان الجاه والعز.
العقل رقم (ب) رضع لبان الذات والمركزية.
العقل رقم (ج) رضع لبان الوصاية.
العقل رقم (د) رضع لبان التأله والغرور.
العقل رقم (هـ) رضع لبان القهر والتمرد.
العقل رقم (و) رضع الغلبة والخلود.
العقل رقم (ز) رضع عمى البال والضياع.
العقل رقم (ح) رضع لبان الشك.
العقل رقم (ط) رضع لبان الدلال والسخرية.
العقل رقم (ي) رضع الضعف والتقلب.
والعقل في أصل خلقه مجبول على الهدى والنور المبين ومجبول على قبول الحق والصراط المستقيم وهو بهذا إذا سار عليه حتى سن (18 سنة) فإن عوادي أمراضه وخلله من فكر ورأي ومنهج لا تؤثر عليه وإن تأثر بسبب صحبة ما أو اغراء ما أو لسبب من الأسباب فإنه يعود إلى الندم حال التجرد الذاتي مع نفسه إذا كاشفها وصدق وتعمق،
والعقل في أصل خلقته مجبول على حرية النظر المطلق وحرية التدبر الطلق وحرية الاستقراء المطلق بعيداً عن ذات العقل المجرد المريض الذي يرى ويتدبر من خلال تأثر ايديولوجي او فكري أو ثقافي فيسقط على الحياة، وعلى الفكر، والأدب، والثقافة... و...و... ما في عقله من مرض يرى أن الصحة والعافية.
فالعقل المجرد نوعان:
1- العقل المجرد التام العافية.
2- العقل المجرد المدخول.
فأما الأول: فنقول العظماء المصلحون الذين يسعون في الأرض صلاحاً وخيراً وعمارة وطهارة ونبلاً وانقاذاً من كل ردى وهوى وحيف وزيغ، وهذا (العقل) قد يكون صاحبه لا يؤبه به لكنه مصلح نزيه كريم فقيه عامل جاد تتفجر نيته عن إخلاص وصدق ووعي ، أما الثاني: فعقول ذوي « الدون» يرون الحياة غاية فينظِّرون (بكسر الظاء مع تشديدها) الحياة تنظيراً يرونه من خلال عقل ذاتي مجرد مركزي يدور في فلك عريض فيعجزون بسبب ذلك عن رؤية الحياة الصحيحة النقية العادلة الوفية، يعجزون بسبب هذا عن القفز إلى فلك الطهارة والعدل والخير والنقاء فيسقطون على أي طرف عرضاً من لمز شائية أنه سطحي فقير إلى المعرفة محتاج إلى الوعي محتاج إلى ترك التجمد والرجعية إسقاطات هائلة يعجز المرء عن تعدادها ووصفها يمررونها من خلال.. كذلك.. الجرأة.. يطرح الفكر والرأي حتى إذا ما شاخ من شاخ وبلي من بلي، وقلق من قلق منهم فإذا هم قيام ينظرون إلى العقل إنما هو خراب ذلك العقل الذي أودى بهم إلى أتون العجز لفقر العقل المجرد اصلاً عن بلوغ نظر الحياة السليمة الصحيحة، وخذ وصفا متعدداً لكن تأمله بجسارة وقوة وعاند الهوى أيما معاندة خذ مثلاً:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} .
وخذ نقداً واجابة لعقلانية سفيهة مجردة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ }
1- فإنا خلقناكم من تراب.
2- ثم من نطفة.
3- ثم من علقة.
4- ثم من مضغة.
5- مُخلقة وغير مُخلقة.
6- لنبين لكم.
7- ونقر في الأرحام ما نشاء.
8- إلى أجل مسمى.
9- ثم يخرجكم طفلاً.
10- ثم لتبلغوا أشدكم.
11- ومنكم من يتوفى ومنكم من يُرد إلى أرذل العمر.
وخذ مثلاً ذا عمق هائل في القرار:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } .
وخذ عظة واقعة إنما العقل الحر النزيه العميق يدركها خذ:
الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {2} ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} .
وخذا ما في: هود ويوسف
وخذ آي من كتاب حكيم
وخذ ما نال القرون..قدماً..
وخذ هاتيك السطور
وخذ ما في النساء وطه و(ن)
وخذ جرهم صائب هدى
سله.. قاله.. (ما يهون)
وخذ حال قارون وبلعام ما درى
ناله سطوة ناله في (الاتون)
جرجرت اختها ويحها
صكت الوجه علها ( ما تخون)
وخذ هاويات قد سرت
عبر القرون زلفت إلا (تكون)
وخذ آي خلدت من الغاشية
وخذ مثلها من (ق) (يغلبون)
ناكصي العقبين ذو هوى
ما قرأ بعقل صاف ولا (يدركون)
صاحب ما جاء مثله عله
ولا وردات الماء وشرب (بهون)
وخذ ناجيات الليالي ابداً
وطالع منه.. انعامه. والحجرات
وقلب الرأي وعقل (يكون)
والشجر. والماء.. والزهر
والشمس.. والقمر.. والسماء
يعبرون.. عابرات.. الدهر
من صفاصف والرياحي جلجلت
والطرس وعيون (ماتهون)،
قاله: خالق،
جاء به : حر كريم،
نالت الأيدي منه.. نيلةً
والعيون سهارى (يقدمون)
فتدبر منه ما ذكرت
وتدبر منه أمره
وطالع بعمق منه (ن).
والمرض النفسي يمكنه عبور العقل إذا كان (العقل) محطة سهلة يستريح فيه انظر الكثرة من. الكتبة.. تعجب من حال هي حالهم وإن كانوا لا ينصحون.
انظر حال الكتبة اليوم الا من شاء الله تعالى منهم يقومون بحالات مشينة بل لعل بعضهم ينصب نفسه محققاً وذاك مفتياً، وآخر مصححاً ومخطئاً ولكأن الطبيب العام قد اصبح طبيباً متخصصاً في الجراحة والعيون والمخ والأعصاب والباطنة هذا إذا كان الطبيب العام طبيباً بشهادة لم تمر بحال محسوبية ما،
وحال بعض الكتاب اليوم تورم الشدقين وبروز الكتفين فيمكن أن يكتب الرواية والتحليل السياسي ويمكن أن يكتب في النقد والأدب والثقافة وسياسة الاقتصاد، ويتجاسر لينظر آي الكتاب والسنة فيخطى ويصوب ويقوي ويصنف، ويرفع ذا ويسقط ذاك حتى إذا ما (كاشف نفسه) وصدق وتجرد وبرزت له الفطرة الحقة والعقل السليم الذي طالما عاكسهما ورفضهما تبين له هناك بمفرده أنه: إنما أراد الاستاذية وتمرير الغث وما يرمي إليه من مذهب شائية وهو في حاله يعبر طرق الفصام والإسقاط وتعذيب ذاته متلذذاً بذلك
فالمرض النفسي رابض لا يبرح في عقول هؤلاء وإن بدوا اسوياء لكن العقلاء ودهاة المتابعين الصامتين يدركون النفخ في الرماد والصيد في ماء عكر، ويدركون هذا كما ادركوا من قبل نهاية:
حمدان قرمط وعبدالرحمن بن ملجم والجهم ابن صفون والحلاج وابن سبعين).
فماتوا قبل الموت مرات كثيرة كما هي حال اخوان الصفاء، واليوت ، وبرتند رسل، وجان جاك رسل ، وسارلس جارفس، والبروتومو رافيا في هذا الحين
وخذ تداركه خبوب
أو ريح ذات سف
او ظلمة ما تعورو
وخذ من أناس: سقوماً
عمه عقل مريض
جره ارث سفيه
تعاركه ذاك الملوم
وتزمل في بياح
والأجل قبله (جموم)؟!!
قبله قاله نائل
والا فأين الرجوم ؟
هل درى من جر وبالاً
حاله في البوادي (رقوم)
أين فيك (أولاد حارتنا)
ومثلها في الزوايا
او ما خطه منكسر
قبله في الأتون
فعقل وعقل مرجهن
ومحفوظ في المعايب
ظن أن خالد في طرسه
قهقه الأصحاب من سقطاته
ومثله يعرجون في (المعايب)
أين اسد الغاب.. اين هي؟
يكسرون بالرأي زيف المعايب
لكن يتركون في حال مهينة
يجرجرهم عقل مجرد
كحال سقتها السوالف
أظنهم في البواقي
فتأمل.. منهم.. حالهم
ازال عنهم (ربهم) ظلمةً
ودلهم طيب المسالك
ليقروا في حال: أبية
مثل حال (الاشعري)،
اقرأ إن شئت: (الإبانة)
|