في ضوء كاريكاتير هاجد حول المباني المدرسية المستأجرة عدد 11493 أقول لاشك أن المبنى المدرسي يشكل عنصراً مهماً ومحوراً أساسياً في الميدان التربوي.. إنه يؤدي دوراً كبيراً في العملية التعليمية ويسهم إسهاماً فاعلاً في تحقيق أهداف التعليم وتفعيل برامجه وتنفيذ خططه.
ولعل المتأمل لميدان التربية والتعليم لدينا يجد أنَّ المدارس المستأجرة باتت تمثّل عقبة كبيرة أمام برامج التعليم. ذلك أن الزمن لا يرحم ، وكثير من تلك المباني مصابة بالعجز والقصور والهزال مع ضيق الفصول وازدياد أعداد الطلاب والطالبات.. وبناء فصول متعرجة ومنزوية من قِبل صاحب المبنى كيفما اتفق لمواجهة حشود الفصول التي تتحول إلى علب سردين.. ويصبح الجو التعليمي خانقاً فما بالك مع سخونة الصيف وقسوة الشتاء.. هي مبانٍ عفا عليها الزمن وأنهكتها عوامل التعرية.. تهشّمت جوانبها.. وربما تقوّست جدرانها.. ولم تعد تجدي عمليات الترميم.. لأي مبنى قديم.. غير قابل لمواجهة الظروف المناخية أو تنفيذ البرامج التعليمية.
نعم.. إن وزارة التربية والتعليم مطالبة بسرعة معاينة تلك المدارس وقراءة وضعها الحالي واحلال مبانٍ حديثة محلها وربما بسعرٍ أقل. لماذا يتم الإصرار على مبانٍ قديمة متهالكة فقدت صلاحيتها وإمكاناتها!! التي تفتقد لأبسط مقومات المبنى المدرسي بل ربما غابت وسائل السلامة : من طفايات حريق.. وأبواب طوارىء وعوازل وتمديدات كهربائية..
مع ضعف الصيانة وتوالي دوائر الترقيع.. أمام فصول مكتظة تزيد على طاقتها الاستيعابية.
أدرك أن وزارة التربية والتعليم قادرة على قراءة الموقف عن كثب وتلمس مستوى أداء تلك المدارس وانها لن تجامل أحداً على حساب فلذات الأكباد.
صدقوني أن هناك مدارس مستأجرة للبنين والبنات عديمة الجدوى ، فالفصول تبدو غرفاً مكبوتة وطاولات المعلمين والمعلمات تتزاحم في زاوية ضيقة ولا تسأل عن أماكن النشاط والمكتبة والحاسوب والمصلى.. وقد كشفت الأمطار هذا الموسم هشاشة مرافق تلك المدارس المنتهية الصلاحية وضعف مقاومتها.. فلماذا يتم الإصرار عليها مع أن الوزارة بإمكانها توفير مبانٍ مستأجرة حديثة وبسعرٍ أقل.. إذ لا مكان لمجاملة أصحاب تلك المباني وكثير منهم ربما تباطأ عن التجاوب مع نداءات مديري ومديرات المدارس الذين يجدون أنفسهم في وضع محرج أمام غرف مهترئة وممرات ضيقة متعرجة وفصول تغص بفلول الدارسين والدارسات.
لقد سعدنا عندما سمعنا عزم الوزارة على تشكيل لجان لتقويم المباني المدرسية المستأجرة التي باتت تمسّ صلب الموقف التربوي سلباً لا إيجاباً وتعرقل خطوات النجاح لأي برنامج تعليمي أو ممارسة تربوية في عصر بات التعليم فيه يرتبط بالأجهزة والإمكانات تحت ظلال ثورة تقنية هائلة.. ومن ثم أصبحت المدارس المستأجرة القديمة هاجساً ملحّاً يعكّر صفو أهل الميدان وأملنا في وزارتنا الكريمة تبنّي مشروع التقويم العاجل القائم على الدقة والانصاف والجدّية ومتى ما تم ذلك فإن وزارة التربية والتعليم ستحقق منجزاً تربوياً مهماً يتيح لطلاب وطالبات تلك المدارس اختزال مسافات التحصيل والاستفادة من معطيات التربية ومن برامج التعليم فهم في تلك المدارس كأنهم معزولون عن قافلة التعليم في مدارسهم الجامدة وفصولهم الخانقة.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة - ص.ب 915 |