في قرار تهدف من ورائه وزارة الصحة إلى التخفيف عن المرضى من خلال موافقتها على السماح لأبنائهم الصغار بزيارتهم في مقر التنويم الذي يرقدون فيه على الأسرة البيضاء رغبة منها في الرفع من الروح المعنوية للمريض ومسح آلامه ومعاناته، وقد كتب حيال هذا القرار الأخ: محمد بن فيصل الفيصل في العدد رقم 11494 مقالا بعنوان (أماكن خاصة لالتقاء المرضى بأطفالهم).. والحقيقة قد يكون هذا القرار جيدا في ظاهره الخارجي حيث كان البعض من الناس ينتظر مثله وخاصة من أولئك المرضى الذين يرقد البعض منهم لفترة طويلة في المستشفيات بعيداً عن أسرته وأبنائه ويظل في كل يوم منشغل البال كثير التفكير ينتظر على أحر من الجمر اليوم الذي سيخرج فيه من المستشفى لرؤيتهم حتى لو لم تكتمل فترة علاجه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستتم الاستفادة من هذا القرار بالشكل المطلوب وبالطريقة التي ستضمن راحة بقية المرضى المنومين أم أنه ستكون له جوانب عكسية وعشوائية في التطبيق تضر كثيرا بمثل هذه القرارات الهادفة؟، بصراحة وفي نظري الخاص أنا لا اعتقد أنه سيكون ناجحا بالشكل المطلوب وأرى أنه إذا ترك هذا الأمر هكذا بدون تنظيم دقيق فإنه عندها سيتحول إلى قرار سلبي وسيضر بالعديد من المرضى الذين ستتحول ردهات المستشفى ومرافقه إلى ملاعب مفتوحة للأطفال وستصبح الممرات ساحة للجري والصراخ وتصبح غرف المرضى أماكن للهو البريء على حساب راحة المنومين فيها، وأقول إن هذا القرار سيكون فيه جوانب عكسية كثيرة وذلك لأن أقسام التنويم يرقد فيها مرضى بعضهم حالاته معدية وقد ينتقل منهم المرض بسهولة إلى الطفل وخاصة أن الصغار معروف عنهم أن مناعتهم ضعيفة وتؤثر فيهم الأمراض، الشيء الآخر أن بعض الغرف في العديد من المستشفيات الحكومية بها أكثر من سرير ويرقد فيها أكثر من مريض فهل ستزدحم الغرف بالمرضى المنومين أم بالزائرين ومن يتبعهم من صغارهم وأبنائهم وأبناء عمومتهم وخالاتهم، هذا القرار قد يكون جيدا نوعا ما ولكنه يحتاج كذلك إلى وضع ضوابط خاصة تنظم العمل بموجبه والتي أقترح أن تكون كالتالي:
أولاً: المعروف للجميع أن الزيارات اليومية المفتوحة لعيادة المريض هي مرتين يوميا للبالغين والكبار فلماذا لا يحدد للصغار فترة واحدة فقط في كل يوم.
ثانياً: ألا يسمح بدخول الأطفال لزيارة المريض إلا للشخص المنوم الذي نطول فترة علاجه في المستشفى وتتجاوز أكثر من أسبوعين وذلك يكون أيضا بقرار من الطبيب المعالج الذي يعرف متى تسمح حالته لذلك.
محمد بن راكد العنزي
|