بكل الإعجاب والتقدير أقول لكل كاتب وقارئ محترَم (بفتح الراء)، ولكل إنسان تقع عيناه على مقالتي هذه: قفوا جميعاً؛ تحيَّة إكبار وتقدير لهذه الأخت حصَّة فهد بن حمود، على مقالها الرائع الطيب (أزمة الأخلاق) بتاريخ الجمعة 15 محرم 1425هـ. مقالة نكأت جرحاً هو السبب وَرَاء مَا نعانيه منْ تَدَنٍّ في القيم وَانحرافٍ في المبادئ وانحطاطٍ في السلوكيات- أزمَة الأخلاق.. وَلله دَرّ القائل:
إنما الأمَمُ الأخلاق مَا بَقِيَتْ
فَإنْ هُمُوا ذهَبَتْ أخْلاَقهمْ ذهبوا
وَإذا كان رسولنا الكريم -صَلوات ربي وَسَلامه عليه- قد أمر المسلم وَالمؤمن بالأخذ بأسْباب القوة والمنَعَة في قوله: (المؤمن القوي خير وَأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف) فليْسَت القوة المعنية هنَا هي القوة العضلية فحسب، إنها قوة الإيمان.. قوة العزيمة.. قوة تنهى صاحبها عَن البطش كالحيوان.. قوة التخلُّق بالأخلاق الحميدة والخصال الكريمة (إن منْ أقربكم مني مجلساً يوم القيامَة أحاسنكم أخلاقاً).
وَإذا كانَ علماء التربية قد أقَرُّوا لتَربية نَشْء خلوقٍ أنه:
1- إذا عاشَ الطفل في جوٍّ من التحمل تعلَّمَ الصبرَ.
2- وَإذا عاشَ في جوٍّ من المشاركة تعلَّم الكرمَ.
3- وَإذا عاشَ في جوٍّ من الغيرة تعلَّم الحسدَ.
وإذا كانت أختنا المحترمة حصة فهد بن حمود تقول:
1- وإذا عاش الطفل في جوٍّ من التواصل تعلَّم صلة الرحم.
2- وَإذا عاش في جوٍّ من الانتماء تعلَّم التسامح وَحُب الآخرين.
3- وَإذا عاش في جوٍّ مِنْ تقدير القيم الصالحة تعلَّم المروءة.
فإني أسائل عُلماء التربية وَالاجتماع أيضاً، وَالأخت المحترمة لا فضَّ الله لها فاهاً:
- إذا وَجَدْنا شايباً عايباً غزى الشَّيبُ مفرق شعره وعقله، وَطمسَ الجهل بصره ولم يُبقِ عَلى بصيرته؛ مثل هذا في أي بيئة يكون قد نشأ وتربَّى وترعرع؟
- ليسَ هذا فحسب، بل بالله عليكم أَمِثْلُ هذا يُؤتمنُ عَلى تنشئة جيل عَاقل صالح؟ أم أنَّ جيلاً هذا سائسه ورَاعيه سَيُقال له يوماً مَا:مَنْ أنْبَاك أنَّ أبَاكَ ذيب؟أسْأل الله أن يَقِيَنَا شرور كل نفس أمَّارة بالسوء، وَأن يُنيرَ بالإيمان بَصيرَتنا قبل أبصَارنا؛ فنرى الحق حَقاً وَيرزقنا اتباعه، وَنرى الباطل باطلاً وَيَرزقنا اجتنابه، ولترحم اللهم آباءً ربَّوْا وتربَّوْا عَلى مَكارم الأخلاق، فلم يتدنَّسوا ولم يُدنِّسوا.
حمدين الشحَّات محمد |