يحاربون الإرهاب ويحشدون سلالات من الجنود المجندة أمام وخلف الكواليس ويعدون العدة لذلك ويجيدون كثيراً لغة الشجب والاستنكار ولكن دون جدوى. ما يحدث على أرض فلسطين من سفك للدماء وهتك للأعراض واغتيال للطفولة واهانة للشيوخ.. الا يعتبر ارهاباً؟.. ذلك الصاروخ الصاخب الذي اخترق جسد الشيخ احمد ياسين.. أليس أرهاباً؟ ثم ماذا فعل العالم بعد هذه الجريمة القذرة التي راح ضحيتها شيخ مقعد بذل نفسه وماله وصحته لخدمة رسالة عظيمة عاش عمره يناضل لاجلها. مقعد كسيح ادخل الرعب في قلب اسرائيل وحسبت من اجله ألف حساب لأنه لا يخشى في الحق لومة لائم.. أقلق الخنازير واصبح همهم الأول كيف يتخلصون منه دون ان ينظروا لاعاقته وانه عاجز حتى عن تفادي الخطر.. وقلب العالم العربي يغط في سبات عميق.. يترقب الاحداث من بعيد ثم يستنكر هذا الحدث الآثم.. وماذا تفعل فلسطين واحمد ياسين وكل من تعمق في قلبه جراح رحيل هذا الرجل العظيم.. ماذا يفعل اولئك بهذا الاستنكار الذي لا يتعدى كونه استنكارا!! شارون يمارس ساديته على افراد شعب مسكين لا يملكون من السلاح الا الحجر.يؤسفنا كثيراً ما آل اليه حال المسلمين في بقاع ارض الله يُقتّل الابناء ويستحيا النساء وييتم الاطفال ويهان الشيوخ ويشوه دين الله ونحن لا تحركنا نحو ذلك غرائزنا الدينية التي تنبثق منها كل المشاعر المقدسه لتجعل دم المسلم على المسلم حرام!!!متى يستيقظ الضمير العربي؟! لابد اننا مجرد متفرجين ونعرف جيدا خصال المتفرجين امثالنا ولا داعي ان نتشدق بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض زيادة على طمعه واجرامه.. ما الذي يحرك ضمائرنا ان لم يحركها منظر جسد شيخ كسيح يتلاشى مع بقايا كرسيه المتحرك.. او منظر أب مكلوم يركض وبين ذراعيه طفل صغير اخترقت جسده رصاصة العدو يبحث عن رمق جديد في هذه الحياة البائسة.. او منظر شابة هتك عرضها فأصبحت بين المعاشر عارا.. أي قنبلة نووية غير هذا كله تحرك ضمائرنا وتجعلنا نستنكر بعمق ونتعمق في الاستنكار ونكتفي بهذا القدر من السنوات الطويلة قضيناها نتفرج.. وترتعد فرائصنا.. ونذرف بعض الدموع.. ثم ماذا؟؟!! أليس الله بعزيز ذو انتقام؟.. ألم يقل جلت قدرته {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}
ألم يقل سبحانه {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ} ألم يعد جل جلاله: وعزتي وجلالي لانصرنكم ولو بعد حين.. اللهم انزل بهم بأسك العظيم الذي لا يرد عن القوم المجرمين وكن للمسلمين.. قوِّ عزيمتهم وسدد رميهم وانصر دينك الذي هو عصمة امرهم.
|