التأييد العربي للخيارات الفلسطينية

كل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية يؤكد أهمية هذه القضية في الشأن العربي والإسلامي والحفاظ على مكانتها الرئيسة في جدول أعمال أي لقاء عربي، ومن ثم فإن أي محاولة للانتقاص من النضال الفلسطيني إنما يعني تعزيز ادعاءات إسرائيل وتقوية حججها الواهية ودعاويها حول الأرض والسلام.
إن مقارعة إسرائيل الحجة بالحجة والهجمة بالهجمة والرصاصة بنظيرتها هو الأسلوب الأمثل للتعامل معها طالما غابت عن الساحة مبادرات السلام الجادة وطالما ظلت إسرائيل على إحجامها في التعاطي مع يد السلام الممدودة إليها.
غير أن إسرائيل لا تحتمل أن ترد عليها المقاومة الفلسطينية بذات الأسلوب الذي يتعاطى به جيش الاحتلال مع الشعب الفلسطيني، ولا يفعل الفلسطينيون إلا القليل مقارنة مع الفظائع التي ترتكبها إسرائيل.
فإسرائيل تملك أفضل الموجود في ترسانة السلاح الأمريكية من طائرات اف16 إلى مروحيات الأباتشي ذات القدرات الهائلة في الأداء الميداني.ومع ذلك فإن القدر اليسير من السلاح المتوفر في أيدي الفلسطينيين يحدث أحياناً أثراً لا يقل عما تفعله الأسلحة المتطورة.. لكن يبقى ذلك الأثر محدوداً نظراً لأنه لا يحدث كل يوم، لكن إسرائيل تضرب الفلسطينيين كل يوم وفي الصميم وتستهدف زعماءهم ورموزهم..
ويشكل المحيط العربي الواسع جزءاً من الترسانة الفلسطينية ودعماً لا غنى عنه للقضية الفلسطينية، وهكذا ظل البعد العربي يؤدي هذا الدور منذ عقود، ولهذا فإن الحفاظ على هذا الدور يشكل ضمانة لمنع أي تراجع للقضية لأنه يسهم في إبقاء جذوتها متقدة على الدوام، من خلال تأييد النضال وتأييد خيارات الفلسطينيين في النضال..
وبشأن القمة العربية، وهي الموضوع الأبرز على الساحة العربية اليوم، فإن تأكيد أي قمة على مكانة القضية والتأكيد على دعم النضال ورفد الشعب الفلسطيني بكل ما يعزز صموده، تبقى كلها عناصر ضرورية لإبقاء الرابطة العضوية الحيوية بين المحيط العربي وقضيته المركزية..
ومن ثم فإن أي تراجع عن هذا الالتزام أو محاولة الانتقاص من أساليب النضال الفلسطيني سيخل بهذه الرابطة الوثيقة كما سيفت في عضد النضال الفلسطيني ويفتح شهية إسرائيل للمزيد من الاعتداءات طالما أنها ترى أنها يمكنها الانفراد بالفلسطينيين بمعزل عن أشقائهم.. وطالما أنها ترى أن هناك من يشكك في خياراتهم النضالية للانتقاص منها..