Friday 2nd April,200411509العددالجمعة 12 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سموه بحث مع كليستيل وعنان القضية الفلسطينية واستقبل البرادعي سموه بحث مع كليستيل وعنان القضية الفلسطينية واستقبل البرادعي
الأمير عبدالله: قوى الخير والاعتدال والتسامح ستتمكن من هزيمة دعاة الحقد والكراهية والتعصب

* فيينا- واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في مقر إقامة سموه مساء أمس فخامة الرئيس الدكتور توماس كليستيل رئيس جمهورية النمسا ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.
وجرى خلال الاستقبال بحث مجمل القضايا الدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وتدمير لمنشآته وممتلكاته، إضافة إلى الوضع في العراق.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ومعالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي القصيبي، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا مندوب المملكة الدائم لدى المنظمات الدولية عمر كردي. كما استقبل سموه في مقر إقامته بفيينا مساء امس مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي. حضر الاستقبال الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد. كما استقبل سموه سفراء الدول العربية المعتمدين لدى جمهورية النمسا. وفي بداية الاستقبال ألقى سفير سلطنة عمان سليم الريامي عميد السلك الدبلوماسي العربي في النمسا كلمة عبر فيها عن شكر الجميع لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على استقباله لهم. وثمن السفير العماني جهود سمو ولي العهد الدؤوبة ومبادراته للم الشمل العربي والجهود المبذولة لانعقاد القمة العربية. وقد رحب سموه بسفراء الدول العربية وأطلعهم سموه على فحوى لقاءاته خلال زيارته الحالية لجمهورية النمسا والحفاوة التي وجدها سموه والوفد المرافق من حكومة وشعب النمسا الصديق. وحث الجميع على مواصلة جهودهم لتقوية علاقات الصداقة بين الدول العربية والنمسا متمنيا سموه لهم التوفيق والنجاح في أداء الأعمال الموكلة لهم. حضر الاستقبال الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.
كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في مقر إقامة سموه بفيينا مساء أمس معالي وزيرة الخارجية النمساوية بنيتا فريرو فالدنر. وجرى خلال الاستقبال استعراض مجمل الأحداث والتطورات الدولية. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ومعالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي القصيبي، ومعالي وزير الماليةالدكتور إبراهيم العساف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا مندوب المملكة الدائم لدى المنظمات الدولية عمر كردي. كما حضره نائب وزير الخارجية النمساوية يوهانس كيرلي، وسفير النمسا لدى المملكة هارلد فيزنر، وعدد من المسئولين بوزارة الخارجية النمساوية.
من جهة ثانية أقام فخامة الرئيس الدكتور توماس كليستيل رئيس جمهورية النمسا حفل عشاء مساء أمس الأول في قصر هوف بورج الرئاسي تكريما لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وخلال حفل العشاء تبادل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس الدكتور توماس كليستيل كلمتين بهذه المناسبة حيث ألقى فخامة الرئيس النمساوي الكلمة التالية:
صاحب السمو الملكي الصديق الموقر أصحاب السمو الملكي وضيوفنا من المملكة العربية السعودية سيداتي وسادتي بسعادة بالغة أرحب بكم يا صاحب السمو الملكي وبأصحاب الفخامة من البلاط الملكي السعودي وبجميع أعضاء البعثة المرافقة ترحيبا حارا في قصر هوف بورج بفيينا.
لقد قمت مسبقا أثناء زيارتي الرسمية للمملكة العربية السعودية في أكتوبر 2001 بالتعبير عن أملي في زيارتكم للنمسا في أقرب وقت والآن يسعدني أن أرد إليكم بعض الحفاوة والترحيب الذي قابلتموني به. إن زيارتكم الرسمية لتبدو لي ليس فقط كرمز لعلاقاتنا الشخصية الطيبة وإنما ترجع في الأصل إلى العلاقات الوثيقة والحميمة بين النمسا والمملكة العربية السعودية وكدليل على قدم العلاقات بين بلدينا والتقدير المتبادل بيننا على مر التاريخ نذكر على سبيل المثال عملة ماريا تيريزيا الفضية والتي كانت تتمتع أنذك بسمعة طيبة في مناطق واسعة من شبه الجزيرة العربية وما يزال يعمل بها كوحدة قياس في الأسواق التقليدية لبلادكم الساحرة.
إن وجودكم اليوم يا حضرة صاحب السمو في القاعات القيصرية القديمة لأهم وأشهر حكام النمسا في الماضي وهي القيصرة ماريا تيريزيا يمثل جسرا يربط ماضينا بحاضرنا في عالمنا المعاصر.
بالنسبة للنمسا فإن العلاقات مع المملكة العربية السعودية والتي نعتبرها مركزاً للدول العربية والدول الإسلامية تعد مثلا لعلاقاتنا واهتماماتنا في هذه المنطقة المهمة من العالم والتي تشارك النمسا منذ فترة طويلة بطريقة فعالة في تنميتها حيث نعتبر أنفسنا مكلفين بذلك كنوع من حسن الجوار وقد برزت أسماء لنمساويين قاموا بإعلان موقف النمسا الصديق تجاه العالم العربي والإسلامي مثل المستشار الدكتور برونو كرايسكي والرئيس السابق لي الدكتور كورت فالدهايم الذي مازال على قيد الحياة. إن وضع العالم الحالي يثير اهتماما شديدا من قبل النمسا بسبب اهتمامنا الخاص بالعالم العربي والإسلامي.. نلحظ اليوم مسألة جوهرية في تطور العلاقات الدولية وذلك في العلاقات بين أوروبا والعالم الغربي من جهة وبين العالم العربي والإسلامي من جهة أخرى.
يرتبط السلام والأمن والرخاء في كثير من أنحاء العالم بنجاحنا في ايجاد جو من التسامح والتفاهم المتبادل واحترام حقوق الإنسان والرغبة في البحث عن حلول مشتركة بغض النظر عن الثقافات والحضارات والديانات المختلفة وجعلها ركيزة ثابتة للسياسات الدولية. إن دوركم الفعال يا صاحب السمو في البحث عن حلول سلمية للمشاكل الصعبة في منطقة الشرق الأوسط يعزز توقعاتنا في أنه بالرغم من المشاكل الجدية الناتجة عن الإرهاب واستخدام القوة والتطرف السياسي إلا أن رغبة الشعوب الحقيقية في السلام سوف تمنح جميع المسؤولين السياسيين القوة لإيجاد حلول للجروح الدامية في عصرنا الحالي، وأنا اعتبر أن مشكلة الشرق الأوسط من أهم المشاكل التي لم يتم حلها إلى الآن وقد رأينا في الأيام الأخيرة التصعيد الخطير الذي وصلت اليه ويجب علينا بذل مجهود مضاعف للوصول إلى حل سلمي وفقا لقرارات مجلس الأمن، وتبذل النمسا مساعي مكثفة بالتعاون مع الدول الصديقة في الاتحاد الأوروبي للوصول إلى تقدم في سير عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم كافة. ونحن نعلم يا سمو الأمير أنكم متفقون معنا تماما في تحقيق الهدف المنشود من هذه المساعي كما هو واضح في مبادراتكم المتكررة خاصة في إطار الجامعة العربية ويجب علينا تكثيف الجهود للوصول إلى حل سلمي يضمن وجود دولة فلسطينية بجانب إسرائيل ومازالت الخطة التي أعدها المجتمع الدولي والمعروفة بخارطة الطريق تمثل الأساس الذي نعتد به.. هناك تحد من نوع خاص يواجه المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية والمجتمع الدولي بأثره ألا وهو استقرار العراق وقد أكدت النمسا والمملكة العربية السعودية تكرارا على أهمية دور الأمم المتحدة ونأمل أن يتم النجاح في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في هذا البلد المهم للمنطقة عن طريق تعاون القوى السياسية في العراق ومساندة المجتمع الدولي لها ويمثل نقل السلطة المزمع تنفيذه في منتصف العام الحالي إلى حكومة داخلية خطوة مهمة في هذا الصدد.
العمليات الإرهابية في العديد من الدول وآخرها في أسبانيا وضحت لنا بشكل بشع أن الإرهاب ظاهرة عالمية وأن مكافحته تستلزم بذل مجهودات مشتركة ويقع الدور المهم في هذا الشأن على عاتق الأمم المتحدة لكونها منظمة عالمية، لقد رفضنا دائما استخدام تعبير (الإرهاب الإسلامي) إن الإرهاب ظاهرة عالمية نتعرض لها جميعا وتمسنا جميعا بنفس القدر، ليس هناك مفر من البحث العميق عن جذور الإرهاب وعلينا أن نسأل أنفسنا عن الدور المهم الذي يؤديه كل من التطور الاقتصادي والتربية وكذلك الإعلام والحوار بين المجتمعات المدنية في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه في مهده.
تهتم النمسا منذ فترة طويلة بالحوار بين الأديان والثقافات وتسعى بطريقة فعالة إلى المشاركة في هذا الحوار ونحن نضع المملكة العربية السعودية (موطن الحرمين الشريفين: مكة والمدنية) في عداد الشركاء بالغي الأهمية في هذا الحوار. من وجهة نظرنا الأوروبية فإننا نعتبر احترام التقاليد والتكامل عناصر أساسية وبرغم التزام بلدنا بالتقاليد المسيحية إلا أن النمسا كانت لها الأولوية في أوروبا في الاعتراف بالدين الإسلامي.
سمو الأمير نظراً للمستوى الرفيع لعلاقاتنا الثنائية السياسية فإن علاقاتنا الاقتصادية تؤدي كذلك دوراً أساسياً ومهماً بين بلدينا وتشهد العقود التي تم إبرامها والمباحثات الدائرة في المجال الاقتصادي على التوسع في العلاقات الثنائية حيث إن المملكة العربية السعودية هي أهم شريك اقتصادي للنمسا في منطقة الشرق الاوسط.
سمو الأمير.. نحن على يقين من أن زيارتكم سوف ينتج عنها زيادة في التفاهم المتبادل بين بلدينا وشعبينا وتوطيد لعلاقات الصداقة بيننا في شتى المجالات.
ختاماً أود أن أعبر لكم عن خالص تمنياتي بدوام صحة جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين ودوام المودة بين بلدينا وشعبينا. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
فخامة الرئيس الدكتور توماس كلستيل رئيس جمهورية النمسا أصحاب المعالي والسعادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أشكركم يا فخامة الرئيس على المشاعر الكريمة التي تفضلتم بها نحو المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها مؤكداً لكم أننا نبادلكم هذه المشاعر الأخوية الرقيقة.
فخامة الرئيس.. يسعدني ويسعد زملائي في الوفد أن نقوم بهذه الزيارة إلى النمسا البلد الصديق ويسعدنا أن نكون الليلة في فيينا عاصمتها الجميلة التي تحمل عطر التاريخ المجيد لقد لعبت النمسا دورا هاما في تاريخ أوروبا وتاريخ العالم وكانت جزءا من امبراطورية وتمكنت من أن تتعامل مع المتغيرات وأن تتحول إلى دولة عصرية بنت لمواطنيها مجتمع الرفاه دون أن تتخلى عن ملامحها أو هويتها التاريخية إننا نراقب التجربة النمساوية بإعجاب بالغ ونرى فيها نموذجا رائعا للجمع بين الأصالة والمعاصرة.
فخامة الرئيس .. أحب أن أنتهز هذه الفرصة مؤكدا لفخامتكم أن الإسلام الدين الذي نعتز بالانتماء إليه ونعتبر أحكامه دستورا يحكم تصرفاتنا الجماعية والفردية هو دين السلام والمحبة والتسامح إن الإرهابيين الذين يسفكون الدماء البريئة ليسوا سوى قلة قليلة من المنحرفين الذين يتبرأ الإسلام والمسلمون منهم ومن جرائمهم لقد عانينا في العالم الإسلامي من شر هذه الطغمة الفاسدة بقدر ما عانى أصدقاؤنا في كل مكان إن الإرهاب لا هوية له ولا عقيدة ينتمى إليها فكل أمة يوجد بها إرهابيون لا يعبرون بأي حال عن هويتها وأحب أن أعرب عن ثقتي المطلقة أن قوى الخير والاعتدال والتسامح سوف تتمكن بعون الله من هزيمة دعاة الحقد والكراهية والتعصب.
وفي الختام يا فخامة الرئيس اسمحوا لي أن أقدم لكم ولأعضاء حكومتكم وشعبكم تقديرنا العميق لما لقيناه في بلادكم العظيمة من كرم الضيافة وحرارة اللقاء آملا أن تسهم هذه الزيارة بإذن الله في تنمية العلاقات بين بلدينا ودفعها إلى الأمام بحيث تخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حضر حفل العشاء الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد وكبار المسؤولين النمساويين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى النمسا. كما استقبل سمو ولي العهد بمقر إقامته في فيينا امس فخامة الرئيس الدكتور توماس كليستيل رئيس جمهورية النمسا. وقد صحب فخامة الرئيس النمساوي ضيفة سمو ولي العهد في موكب رسمي إلى مقر المدرسة الأسبانية للفروسية في فيينا حيث كان في استقبالهما مدير المدرسة فيرنر بول.
وقد شاهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة رئيس جمهورية النمسا عروضا للفروسية شملت أنواع السير المتمهل والاستدارة والقيادة اليدوية والأداء الرياضي والعرض الدائري0.
وبعد نهاية العروض قدم سمو ولي العهد هدية تذكارية للمدرسة الأسبانية للفروسية تسلمها مدير المدرسة. حضر العروض الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.
بعد ذلك صحب فخامة رئيس جمهورية النمسا ضيفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في موكب رسمي إلى قصر (شفارزن برغ) حيث أقام فخامته حفل غداء تكريما لسمو ولي العهد والوفد المرافق لسموه. حضر حفل الغداء دولة المستشار النمساوي ولفجانج شوسيل وعدد من كبار المسؤولين النمساويين. وعقب حفل الغداء صحب فخامة رئيس جمهورية النمسا ضيفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في موكب رسمي إلى مقر إقامة سموه. كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بمقر إقامته في فيينا امس جمعا من أبناء المملكة المقيمين في جمهورية النمسا الذين تشرفوا بالسلام على سموه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved