* حوار- مسلم الشمري:
أكد وكيل رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن سعود العلي أن مجلس الشورى لا يفوت الفرصة التي تساعد على تخفيف الأسعار واستقرارها وأن القيادة الرشيدة تجعل هذا الأمر نصب النظر.
وقال في حديث خاص ل(الجزيرة):إن المملكة جندت كل الإمكانات للتصدي للهجمة الظالمة التي كانت بدوافع مختلفة وإن مجلس الشورى قام بدوره وأرسل وفوداً الى أكثر من جهة في العالم وبين الحقيقة الناصعة لمن أرادها.
وأشار الدكتور العلي الى أن كل ما يدور في جلسات مجلس الشورى لايخضع إلى مقص الرقيب اطلاقاً.
وحول الجمعية الوطنية لحلوق الإنسان أشار الى أن المجلس يتفق معها في الأهداف وقد يختلف في الوسائل والآليات، وإلى تفاصيل الحوار:
* كيف تنظرون إلى أبعاد إحداث هذا المنصب وتعيينكم وكيلاً لرئيس مجلس الشورى؟
** أنظر إلى إحداث هذا المنصب وتعييني من منطلق أن الثقة ما جاءت من فراغ وإنما هي تعلق آمالا كبيرة حيث يقوم من وقع عليه الاختيار بما هو مؤمل عليه تجاه القيادة الرشيدة والوطن والمواطنين.
كما أنظر الى هذا من منظار آخر وهو أنني سأعمل مع نخبة أحسن اختيارها تتمثل في رئاسة المجلس وأعضائه والعاملين فيه مما يسهل العمل معهم ومن أجلهم.
و أن هذا المجلس منذ تم تحديثه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- قبل (11) عاماً وهو يخطو كل يوم خطوات إلى الأمام في سبيل التطوير والتحديث والصلاحيات ، وما هذا المنصب إلا حلقة من حلقات يقصد من ورائها تسيير المجلس للأهداف المرسومة له لأن هذه الوظيفة هي آلية من آليات المجلس التي تساعد على ذلك وهي جزء من كل، كما أن أعضاء المجلس يدركون أن المواطن ينتظر من هذا المجلس أن يكون على مستوى المسؤولية التي أوكلت إليه من القيادة وأن يكون عند حسن الظن المواطن يشرف ويخطط وينظم ويتابع لأن (120) عضوا أعضاء مجلس الشورى أحسن اختيارهم لاشك أنهم محل عقد الأمل لما يتمتعون به من خبرات وتأهيل علمي وغيرة وطنية وحرص على مسايرة هذا البلد الأمين أن يكون في مصاف الدول المتقدمة لاسيما أن لديه كل الإمكانات التي تؤهله لذلك.
* الدكتور صالح بحكم أن سعادتكم أحد أعضاء لجنة الشؤون الإسلامية وحقوق الإنسان في المجلس، هل هناك رقابة ومتابعة من قبلكم على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي تشكلت قبل فترة قريبة؟
** لجنة حقوق الإنسان في المجلس لها خصوصية وقد تختلف في الوسائل والآليات مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ولكن يبدو لي أن الجمعية الوطنية مع لجنة حقوق الإنسان في المجلس كلتاهما تقوم بتحقيق هدف واحد وهو: مراعاة حقوق الإنسان في هذا الوطن الغالي الذي يطبق شريعة الإسلام التي راعت حقوق الإنسان قبل أن يفكر العالم المتحضر في شيء من ذلك اطلاقاً ، كما راعت حقوق الحيوان والطير والنبات والطريق كل الحقوق قبل أن يراعيها الغرب وحقوق الإنسان هي التي لها القدر الاكبر في هذا الشأن وهذه اللجنة هي لجنة متابعة ورعاية تساعد على الحفاظ حقوق الإنسان على مستوى المملكة أما الجمعية الوطنية فهي أهلية كما تعرف ولها استقلالية وتنظر من منظار معين.
* يتساءل البعض حول ما يبثه التلفزيون السعودي عن جلسات مجلس الشورى.. هل يتم حذف النقاشات الساخنة والصريحة وبالتالي يكون البث تقليدياً ويخضع لمقص الرقيب؟
** أخشى أن أقول لك لا فلا تصدقني، لكن أطلب منك أن تحضر هذه الجلسات بما فيها الجلسات التي تثار فيها موضوعات ساخنة لترى بنفسك ما يدور في المجلس فهي لا تخضع للانتقاء والاستبعاد بأية حال من الأحوال أن يكون تنسيقا أو حذف تكرار أو شيء من هذا القبيل لكن الانتقاء باستبعاد ما أشرت إليه أبداً ونحن نعرف أنفسنا والمجلس ونعرف المواطن الذي نخاطبه ونعرف أن القيادة تحرص كل الحرص على أن تظهر الأمور بالشفافية والوضوح.
* هل هناك دراسات في المجلس تخص تخفيض أسعار المستلزمات اليومية للمواطن مثل الوقود وما إلى ذلك؟
** المجلس جهة من الجهات التي تتابع هذا الموضوع وهناك المجلس الاقتصادي الأعلى ومثل هذه الأمور تخضع للدراسة ولا شك أن المجلس بهذا تبعاً لما تسير عليه القيادة الرشيدة يراعي هذا الأمر ويجعله نصب عينيه لأن معيشة المواطنين وانخفاض الأسعار واستقرارها ومعالجة وضع المواطنين بما يتصل بالبطالة والضمان الاجتماعي وبما يتصل بتحسين الوضع المالي للمواطن المجلس فأنا أؤكد لك أنه يضعها نصب عينيه ولكن مثل هذه الأمور تخضع لاعتبارات متعددة ، اعتبارات اقتصادية والكوادر العاملة والموظفين كل هذا حقيقة المجلس ينظر إليها بعين الاعتبار وحسب الامكان ولكن لا يمكن أن نفوت فرصة تساعد على هذا إلا وانتهزناها.
* معالي الدكتور.. ما هو الدور الفعلي للجنة الشؤون الإسلامية وحقوق الإنسان في المجلس فيما يتعلق بالهجمة الشرسة على الإسلام وعلى المملكة والجمعيات الخيرية في الغرب؟
** كما تعلم أن الهجمة الظالمة الموجهة ضد المملكة كانت بدافع سوء تقدير وبدافع سوء ظن وبدافع أهواء من بعض الجهات وبدافع ردة فعل للأحداث المؤسفة في 11 سبتمبر لهذا وبما أن المملكة - بفضل الله - دولة راسخة الأركان تحكم بشريعة عادلة لم تتزعزع ولم تحصل لها أية هزة والذي حصل هو التصدي لهذه الهجمة لبيان أن الإسلام خير وسماحة كله وأن مظلته كما كان في السابق تظلل كل من أوى تحتها وخضع للوائها حتى أولئك المعاهدين والمستأمنين كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- : (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) وحتى أولئك الذين يعيشون بيننا من غير المسلمين كما قال الله عز وجل عنهم: { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }. والمجلس تصدى لهذه الهجمة حيث أرسل وفودا لأكثر من جهة من العالم وبين هذا لمن هو على استعداد لسماع الحقيقة الناصعة
نعم أرسل وفودا والتقى جمعيات وطنية وبرلمانات ولجان وسيقدم أيضاً وفودا برلمانية وبين لهم حقيقة الوضع لدينا وكان من ضمن ما تم إيضاحه : أن أولئك الذين قاموا بالعمليات الإرهابية لم يتخرجوا من عندنا ولم يتخرجوا من مناهجنا ولا مدارسنا ولا جامعاتنا لأنهم ناقمون على مناهجنا وناقمون على جامعاتنا وهؤلاء قد تخرجوا في جهات تعرف الجهات الخارجية أين تخرجوا وأين عملوا وما يوجه إلى مناهجنا هو اتهام خاطئ لأننا قد عشنا في أمن ووئام منذ وحد الملك عبدالعزيز -رحمه الله - قبل مائة عام فما رأينا هذا من قبل وما رأينا أي مظهر من هذا فكلها أفكار وثقافة وافدة علينا ولهذا نحن نتصدى لها بالحوار بالحسنى والتفاهم وخصوصاً إذا كان من بين أبنائنا من انخدع وغُرر به. أدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يقي بلادنا ويحفظ عليها أمنها وأمانها.
|