* الرياض - سعود الشيباني - تصوير - محمد الشهري:
شهد مركز تبراك صباح أمس الخميس تجمع عدد كبير من أفراد قبيلتي الدواسر وقحطان لفك نزاع حدث قبل خمسة أشهر بين شخصين أطلق أحدهم عدة طلقات نارية على زميله في العمل نتج عنها إصابات متفرقة.
و (الجزيرة) حضرت لموقع الحدث حيث قام الشيخ حسن بن شايع آل وقيان الدوسري بالوساطة وتقريب وجهات النظر بين المتنازعين، وإحضار وجهاء القبائل، كما نظم الصلح الذي استمر ما يقارب (4) أيام في مركز تبراك.
وقد حضره عدد كبير من المواطنين يتقدمهم عدد من وجهاء قبيلتي قحطان والدواسر لحل النزاع.
حيث حضر أقارب وأعيان أهل المصاب في النزاع، واستهل الحديث الشيخ محمد بن مناحي بن سميدان، حيث استأذن الحضور وقال أنهم حضروا بهدف طلب الصلح وإصلاح ذات البين أسوة بما يمليه علينا ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، مشيراً إلى أن ولاة الأمر يسعون دائماً إلى لم الشمل.
ثم ألقى الشاعر ماجد بن جفيران الدوسري قصيدة ترحيبية تصف الرجال العظام، وأن أهل الخير هم من يفعلون الخير، وامتدح القبيلتين وأفعالهم الجيدة، وبعده بدأت المطالب، حيث طلب أحد خصوم الدواسر شروطا وهي: الحلف بأن لا يدخل أي شخص من الوشاية للشخص الذي أطلق النار على زميله وطلب حكم والذي وصفه بأنه لا يخفى على الجميع، وطلب خمسة ملايين وخمس سيارات نوع (جيب) ، ونقل الجاني إلى موقع غير الموقع الذي نشب فيه الخلاف الذي كاد أن يذهب قريبه في هذه المشكلة، ثم وافق الدواسر على مطالب القحطانيين حيث طلب القحطانيون خمسة ملايين وخمسة جيوب لإنهاء النزاع، بعد ذلك تدخل وجهاء القبائل لتخفيض المطالب المادية والعينية، حيث توصلوا في النهاية إلى مليون وجيب لإنهاء الخلاف.
وقد بذل الشيخ محمد بن مناحي بن سعيدان والشيخ ابليه بن محمد بن عبدالرحمن آل فهاد والشيخ عبدالرحمن بن هادي التوم والشيخ خليل بن سلطان بن هذلان والشيخ فنيس بن ذعار القحطاني والشيخ مسفر بن عوض آل شبوة والشيخ عايض بن سعد بن ظافر والشيخ ذيب بن هادي والشيخ محمد بن حفيظ وناصر بن حفيظ رئيس مركز الهدار، والشيخ مطرف بن فهد بن نمشان والشيخ عبدالرحمن بن عائض آل معيتق الوداعين والشيخ جعفر بن جمل بن شري والشيخ عشق بن شفلوت جهوداً جبارة في محاولة منهم إلى تخفيض المطالب.
حيث قال الشيخ محمد بن سعيدان وعشق بن شفلوت: ان التدخل والصلح وتقريب وجهات النظر وحل المشاكل هي من سمات الرجال العظام، وعرف بين القبائل ودرج عليه آباؤنا وأجدادنا، فالواجب أن نسير عليه وننهج نهج ولاة الأمر -يحفظهم الله- وبعد المداخلات والمداولات التي استمرت ثلاث ساعات توصل الجميع لحل الخلاف بأن يدفع الدواسر مليون ريال وسيارة جيب لإنهاء النزاع، حيث هلل ورحب الحضور بالصلح، ووسط فرحة غامرة بين الحضور.
وتحدث الشيخ حسن بن شايع الوقيان الدوسري ل (الجزيرة) قائلاً: أتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض على جهودهم وقبولهم لتسهيل مهمتنا في عمل (الجاهة) حيث وجهوا محافظة القويعية ومحافظة المزاحمية لتسهيل مهمتنا وتعميد الأجهزة الأمنية للمشاركة وضبط الأمن بالحفل.
مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية كان لوجودها جهود كبيرة. وأضاف الشيخ آل وقيان الشكر والتقدير لوجهاء قبائل قحطان جميعاً، وكذلك وجهاء الدواسر، ولجميع من حضر وساهم بهذا الصلح. مشيراً إلى أن الشكر موصول لأهل المصاب على قبول الجاه وحسن الاستقبال الذي ليس غريبا على هؤلاء الرجال.
وبين الشيخ آل وقيان أن هذه عادة درجت عليها القبائل ونطالب باستمرارها، لأنها من أعمال الخير وإصلاح ذات البين، مشيراً إلى أنه يجب الاحتفاظ بها وعدم تركها تندثر مع مرور الزمن.
ثم ختم الصلح بقصيدة للشاعر الرائد فهد الدوسري.
|