Friday 2nd April,200411509العددالجمعة 12 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في رياض الهيئات في رياض الهيئات

من هنا.. من جوار البيت الحرام، ومن أكناف الكعبة، وعلى مقربة من زمزم، وبعد خطوات من غار حراء، نحتفل اليوم بصرح شامخ لمجد باذخ.. اليوم تلتقي روعة المعنى مع روعة المبنى، ونقاء الباطن مع جمال الظاهر.. اليوم عيد للحسبة، وفرح للنخبة.. من هذه الأرض ارتفعت منارة الأمر بالخير، وهنا تألقت أول نغمة من نغمات الحق، ومن هنا أشرق فجر المعروف، وأظلم ليل المنكر.. من هنا تألق الحق وخنس الباطل.. من هنا ارتفعت رايات العلم، ونكست رايات الجهل، وانطلق أعظم آمر بالمعروف، وأصدق ناه عن المنكر.. {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (81) سورة الإسراء.
إن من نعم الله علينا أن من علينا بدولة إسلامية، وقيادة إيمانية، تأمر بالمعروف وتدعم رجاله، وتنهى عن المنكر وتمزق حباله، فأغدق الله عليها الرزق، وحباها بالنعم، وأفاض عليها العطاء، وستظل كذلك ما مضت على النهج، ولاذت بالحبل، واعتصمت بالخالق.نحن اليوم في دوحة من دوحات الفضل، وبستان من بساتين البذل، نشتم من أزهاره، ونستروح عبيره، ونتضمخ بشذاه، ونتروى من أنهاره.. إنه صرح من صروح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تفخر بها بلادنا، وتزخر بها أوطاننا..
لولاك ما طاف الهدى والرضا
أرضاً ولم ينه ولم يؤمر
يا دولة التوحيد يا شامة
في الناس يا فيضاً من الكوثر
أعزك الباري بتوحيده
والسير في منهاجه النير
وحسبة للخير تسعى به
كم يُجتنى من روضها المثمر
تدعو إلى المعروف في حكمة
حسنى وتنهانا عن المنكر
المعروف ما عرفه الناس، وقبله البشر، واحبته النفوس، وتلقته الأرواح، وطربت له الفطر، وارتقت به الهمم، وزكت به القلوب، واستنارت به الأذهان، ونعمت به الأوطان، وأحبه الباري، ودعا له الهادي، وعشقه المؤمن، وترنم به المسلم، وتبناه العقلاء، وسار به النبلاء.والأمر بالمعروف هو الدلالة على الخير، والحث على الرشد، والإعانة على التقوى.
والمنكر ما أنكرته الفطر، ومجته النفوس، وكرهته الارواح، وتعكر به المزاج، وضاق به الصدر، وأظلم به الفؤاد، وشقي به العباد، وظهر به الخبث، وكثر معه العنت، وشاع به المرض، وأقفرت به المشاعر، وكرهه الخالق، وأبغضه الشرع.والنهى عن المنكر هو القمع للباطل، والحرب على الخنا، والمنابذة للفساد، والرعاية للمثل، والحماية للآداب، والصيانة للمجتمعات.
هذا طريق الأنبياء الذي
مروا به من أول الأعصر
هذا وسام المجد يا أمتي
لولاه في القرآن لم تذكري
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدف نبيل، وشعار أصيل، وعمل جليل.. إنه دليل الإيمان، وعنوان الإسلام، وعلامة التقوى، وأساس الحفظ، وباخرة السلامة، وسفينة الأمان، وطوق النجاة، وسبب الخيرية.. به كنا خير أمة، ومعه تنقشع الغمة، وبه تعلو الهمة.
صيانته صيانة للدين، وحبه حب للمنهج، ورعايته علامة للتقوى، ومحاربته كره للحق، وبغض للإصلاح، ودليل على النفاق، ومؤشر بالخبث، وأسلوب للمكر.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر به علا شأننا، وعظم سلطاننا، وقامت دولتنا، وتألقت عزتنا، هو منا كالغذاء للبدن، والروح للجسد، والماء للحقول، والهواء للتنفس.. هو قطب الدين، به بعث الأنبياء، ولأجله أنزلت الكتب، وعليه تتكىء الشعوب.. {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (40-41) سورة الحج.يقول صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)).


ماجئت أبكي على رسم ولا دِمنِ
أو قمت أشكو رحيل الربع والظعن
بل جئت حباً وأشواقاً وأغنية
صداحة بسرور القلب والأذن
في محفل المجد والسلوان في مدد
من الفضائل والأفراح والمنن
يا هيئة الأمر بالمعروف قافيتي
مياسة والعطاء الجم يطربني
اليوم تزدهر الأرواح من فرح
أزكى المشاريع في الأزكى من المدن
ما أحسن النهج والمعنى الجميل إذا
ما توجا بامتلاك المنزل الحسن
بمثلكم تسكن الأرواح من أرق
فحقكم أن تنالوا أجمل السكن
يا هيئة الامر بالمعروف يا صوراً
خلابة تبعث البشرى مدى الزمن
بك الكرامة والخيرية ارتسمت
لنا كما جاء في القرآن والسنن
وأنت عطر الهدى والحق في بلدي
لولاه في الأرض ما كنا ولم يكن
ودولة العز والتوحيد ماضية
فيما يرقيك رغم الكيد والأحن
لم ترخ سمعاً لخوان وذي حسدِ
ومن يُعزَّ بعز الله لم يهِن
يا هيئة الأمر بالمعروف يا أملاً
فيه انتشاء الرؤى والروح والبدن
بك الرضا والمنى والانس اجمعه
بك اندحار الردى والشر والمحن
فامضوا على منهج الهادي وسيرته
وما دعانا له من أجمل السنن
بالصدق بالصبر بالصفح الجميل وما
يحلو من القول لا بالمنطق الخشن
بالحب بالعفو بالحسنى بموعظة
رقيقة بالمسير النابه الفطن
بالستر فالستر عند الله منزلة
عظمى بجهد وثيق الخطو متزن
باللين بالبشر بالوجه الصبوح بما
فيه سرور لذي هم وذي حزن
بالرفق باللطف فالإنسان ديدنه
الأخطاء من ذا الذي ينجو من الفتن
بطيبة القلب بالأخلاق زاكية
بخشية الله في سر وفي علن
هذا هو الأمر بالمعروف في بلدي
بذل نقي بلا حيف ولا وهن
مراتع بالهدى والنور مشرقة
تفيض بالفضل من شام إلى يمن
اثابك الله يا عبد المجيد على
حسن الرعاية للهيئات والمنن
أنت الأمير الذي في ظل روعته
ولطفه زال وقع الهم والشجن
شهم تربى على أمجاد والده
ملك الهداية لا ملك ابن ذي يزن
اوليت مكة من بيض المنى مدداً
وعشت فيما تُولَّى خير مؤتمن
يا إخوة الدين في الهيئات روعتكم
وجهدكم في فنون الخير كالمزن
لكم سلامي وأشواقي مرتلة
ما غرد الطير صداحاً على فنن
واسلم كريماً عزيزاً شامخاً أبداً
متوجاً بوسام المجد يا وطني

د. ناصر مسفر الزهراني


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved