خبر صغير نشرته جريدة(اليوم) في عددها الصادر في منتصف شهر المحرم الماضي, لكنه يخفي وراءه خطراً جسيماً ينذر بعواقب وخيمة تهدد الآلاف, بل قل عشرات الآلاف من الأسر في مجتمعنا, بل ويمتد هذا الخطر ليهدد الأجيال الجديدة التي يعول عليها كثيراً في صناعة المستقبل.
الخبر مفاده أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تعتزم إنشاء برنامج خاص باسم الحماية الاجتماعية، يهدف إلى الحد من العنف ضد الزوجات, بطريقة شرعية تتناسب مع طبيعة مجتمعنا الإسلامي وتقاليده.
وفي متن الخبر إحصائية تفيد أن أكثر من 1250 امرأة يقاضين أزواجهن بالمنطقة الشرقية فقط أمام الدوائر الشرعية, ويتهمن أزواجهن بالنصب عليهن واستغلالهن وابتزاز أموالهن, بموجب توكيلات منحتها الزوجات لأزواجهن لإدارة بعض أمورهن المالية.
أعترف أنني ظننت للوهلة الأولى أن هذا الخبر مجرد(فرقعة) أو تجارة رخيصة كتلك التي تنشر في الصحف والمجلات الصفراء, لكنني تأكدت من صحة الخبر عندما قرأت تفاصيله التي وردت مقترنة باسم وزير العمل والشؤون الاجتماعية د. علي النملة, وأنه هو الذي كشف عن وجود برنامج لدى وزارته باسم(الحماية الاجتماعية) للحد من ظاهرة العنف ضد الزوجات.
على الرغم من طرافة فكرة هذا البرنامج ونبل أهدافه, لم أستطع أن أصدق العلاقة بين بعض الأزواج في مجتمعنا المتمدن الملتزم يمكن أن نحتاج إلى سياج خارجي يحميها ويضبطها, وأن يكون هذا السياج برنامجاً تطرحه وزارة ما أو هيئة ما.
وتساءلت- بيني وبين نفسي- هل وصل جهل بعض الأزواج بتعاليم ديننا الحنيف بحيث لا يعرف حقوق زوجته عليه؟.. وأن قوامة الرجل ترتبط بإنفاقه على زوجته واحترامه لخصوصيتها المالية؟.. وهل تمادي بعض الأزواح في غيهم وظلمهم لزوجاتهم إلى حد عدم القدرة على التمييز بين التأديب الرقيق لسلوك بعض الزوجات إن كان فيه ما يوجب التأديب وبين الاستغلال وإساءة العلاقة الذي يصل بالزوجين إلى ساحة المحاكم, زوج جانٍ, وزوجة مجنى عليها؟.. وهل أصبحت علاقة المصلحة هي الأساس التي تقوم عليه العلاقات الزوجية وليست السكينة والمودة والرحمة؟.. وغيرها عشرات الأسئلة التي قد تثير الضحك لبعض الوقت, ولكنه ضحك كالبكاء.. وأخشى ما أخشاه أن نسمع في القريب عن برنامج لحماية علاقة الابن بأبيه وأمه, أو الأخ بأخيه, مع الجزم أن كل هذه البرامج وإن وجدت لا تستطيع أن تحمي هذه العلاقات بنسبة واحد من المليون من حماية الإسلام لها.. ليتنا نعرف ديننا لخير الدنيا والآخرة.
***
كلام من ذهب:
- زوج طيب يصنع زوجة طيبة.
- أذكى الأزواج وألطفهم معشراً هو الذي ينادي زوجته مهما بلغ بها العمر يا عزيزتي.
- لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها, ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
- القلوب تحتاج إلى أقواتها من الحكمة كاحتياج الأبدان إلى أقواتها من الغذاء.
|
