أجزم أن في بني (الناموس) حقداً على البشر يوازي حقد اليهود على العرب والمسلمين؛ فقد مرت عليَّ ليلة عصيبة، بل معركة شرسة مع ثلاث (ناموسات) خلفت وراءها 12 لسعة في أنحاء متفرقة من جسدي، هذا غير التعب والسهر والمعاناة في تلك الليلة، ومن ثَمَّ عادت الناموسات إلى قواعدها سالمة بعد أن أدت مهمتها بنجاح وسط حراسة ومساندة من صديقاتهن اللائي كن يراقبن الموقف عن بعد!!
لقد شبهت تلك الليلة بطائرات (الأباتشي) التي تضرب إخواننا الفلسطينيين في غزة وسط غطاء جوي من طائرات الـF16. فعلى الرغم من أنني غيرت موقع (فراشي) ثلاث مرات وفي غرف مختلفة، إلا أن الغزو الناموسي ظل يلاحقني حتى تحقق مراده بهزيمتي أمامه هزيمة ساحقة، مشبهاً حالي بالأسد الذي تقتله (بعوضة)!!
أعود إلى قصتي مع الناموس (النجس) الذي غزا كل أحياء وأرجاء العاصمة بعد أن وجد (المناخ) المناسب والجو الآمن في غياب كامل من (رشاشات) الأمانة!!
لقد اتحد بنو ناموس وتوالدوا بكثرة وقرروا غزونا في منازلنا والفتك بأجسادنا النحيلة وبلا رحمة بعد أن تأكدوا ألا حيلة لنا ولا قوة في مواجهتهم؛ حيث لا سلاح معنا ولا دفاع عن النفس، وذلك بعد أن تركتنا البلديات المتفرقة في أحياء العاصمة وحيدين في الساحة في مواجهة هذا الغزو الناموسي الشرس!!
إنني أصرخ هنا وأدعو الأمانة الأم والبلديات الفروع أن يزودونا بمبيدات الرش إذا كانت سياراتهم عاجزة عن ذلك، فقد خسرنا جولة مع الناموس ولم نخسر المعركة بالكامل، ولكي لا نخسرها بالكامل فيجب أن تنتفض سيارات الرش بالأمانة فوراً وتعود إلى الشوارع والمنازل مرة أخرى، فلعلنا نهزمهم هذه المرة بعد أن أذاقونا المر والسهر طوال ليالي وأيام الفصل المزعج (الربيع) الذي نعيش أيامه التي نتمنى أن تنتهي على خير!
هم في أوروبا ومعظم الدول الأخرى يستمتعون بهذا الربيع بنفحاته العذبة وزهوره العابقة وأجوائه الحالمة، ونحن هنا نتعرض لغزو الناموس المزعج وحساسية العيون وتقلب الجو المتكرر، ولا عزاء لنا في هذا الفصل إلا بالرحيل العاجل أو وقوف الأمانة في صفنا، لا في صف الربيع والناموس.
|