* نيقوسيا- بير جنستوك - الوكالات:
رفض الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش أمس الخميس الصيغة النهائية لخطة الأمم المتحدة لإعادة توحيد قبرص معتبرا أنها غير مناسبة على الرغم من إدخال عدد من تعديلات عليها تصب في مصلحة مجموعته.
وقد أصبح مصير جزيرة قبرص بين أيدي الناخبين في شطري الجزيرة الذين سيعبرون في نهاية الشهر الحالي عن موقفهم من خطة لإعادة توحيدها أعدتها الأمم المتحدة لكن العملية التي وافقت عليها تركيا لم تلق دعم اليونان.
فبعد مفاوضات استمرت تسعة أيام في جلسات مغلقة في مجمع بورغنشتوك الفندقي في وسط سويسرا بين الأطراف الأربعة المعنية (تركيا واليونان والمجموعتان القبرصيتان التركية واليونانية)، أعلن الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان ليل الأربعاء الخميس أن الخطة ستطرح على التصويت في استفتاء في 24 نيسان -ابريل.
وبعد ثلاثين عاما من التقسيم، يفترض أن يعبر القبارصة اليونانيون في جنوب الجزيرة والقبارصة الأتراك في شمالها، عن آرائهم في الخطة التي تقضي بإقامة اتحاد كونفدرالي وتقليص حجم القوات اليونانية والتركية في الجزيرة.
كما تنص الخطة على المساواة السياسية بين المجموعتين القبرصيتين.
ويفترض ان تسمح هذه الخطة لقبرص بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بصفتها كيانا موحدا بعد ثلاثين عاما من تقسيمها. وفي حال فشلها، سينضم الجانب القبرصي اليوناني وحده إلى الاتحاد ويبقى القبارصة الأتراك خارجه.
لكن الأمم المتحدة لم يعد لديها أكثر من ثلاثة أسابيع لإقناع القبارصة بدعم هذه الخطة التي تمت مراجعتها أربع مرات منذ نشرها للمرة الأولى في تشرين الثاني- نوفمبر 2002م. وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه قبل اختتام المحادثات أن 74 % من القبارصة اليونانيين سيصوتون ضدها و22 % ما زالوا مترددين و4 % سيؤيدونها.
وقال انان متوجها إلى قادة المجموعتين القبرصيتين أن (فرصا كثيرة فوتت في الماضي ومن أجل خير شعبكم أطلب منكم عدم ارتكاب الأخطاء نفسها).
واعترف الفارو دي سوتو مبعوث انان لقبرص أن الحصول على موافقة القبارصة على الخطة (معركة غير متكافئة) لأن الأمين العام للمنظمة الدولية لم يتمكن من الحصول على دعم كل المفاوضين على الخطة.
من جهته، قال رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس (كان من المستحيل مع الأسف التوصل إلى اتفاق). وأضاف (بات على شعب قبرص وقادته السياسيين اتخاذ قرار نهائي).
وفي الساعات الأخيرة للمحادثات في بورغنشتوك انتقد الجانب اليوناني خطة انان معتبرين أنها تميل لمصلحة الجانب التركي، بينما رحبت تركيا بالخطة.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضمنا سكان قبرص إلى الموافقة على الخطة مؤكدا أن بلاده تأمل في أن (تؤدي عملية إعادة توحيد الجزيرة إلى نتيجة).
وقد حصلت تركيا على (الضمانات) التي طلبتها من الاتحاد الاوروبي المرتبطة بالاستثناءات من مبدأ حرية التنقل. ويخشى القبارصة الأتراك تدفق القبارصة اليونانيين الأكثر عددا (625 ألف قبرصي يوناني مقابل مئتي الف قبرصي تركي) إلى مناطقهم في حال إعادة توحيد الجزيرة. وعبرت الولايات المتحدة عن ارتياحها لاختتام المحادثات. وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول في برلين (إنها لحظة تاريخية ومؤشر قوي على المصالحة). وأضاف أن واشنطن ملتزمة بدعم التطبيق الكامل للتسوية وتعتزم تقديم مساهمة كبيرة في مؤتمر للجهات المانحة برعاية الاتحاد الاوروبي.
|