* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
هكذا يتم اعتقال النساء الفلسطينيات في الأراضي العربية المحتلة.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل فجر يوم الثلاثاء الموافق 30 - 3 - 2004 في مدينة جنين الفلسطينية، وتقتحم منزل المواطن الفلسطيني خميس جابر في البلدة القديمة وتفتشه وتعبث بمحتوياته، ثم تعتقل ابنته الفتاة زهرة التي لم تتجاوز السبعة عشر ربيعا وتقتادها إلى جهة غير معلومة.
وزير الأسرى الفلسطيني، هشام عبدالرازق قال في لقاء خاص مع الجزيرة: يقبع في سجون الاحتلال أكثر من ثمانين أسيرة فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن مدينة القدس ومن داخل الخط الأخضر يعشن وضعا لاإنسانيا قاسيا جدا، تقتحم غرف الأسيرات من وقت لآخر، يتعرضن للتفتيش المذل، وترش النساء الفلسطينيات بالغاز، ويتعرضن للعقوبات الجماعية وللعزل الانفرادي..
وأكد عبد الرازق على وجود من (4 - 5 أسيرات قاصرات) لا تتجاوز أعمارهن الثمانية عشر ربيعا، وأن هناك طفلين يعيشان داخل السجن هما (نور ووائل) اللذان ولدا داخل السجن، حيث تقبع أماهما في السجن وهما منال غانم وميرفت طه وبحاجة إلى متابعة وعناية.. بالإضافة إلى وجود ثلاث أسيرات هن أمهات لأطفال فقدوا حنان الأمومة..
وعن عدد الأسيرات الفلسطينيات المحكومات قال وزير الأسرى ل (الجزيرة): يوجد (25 أسيرة فلسطينية فقط) محكومات بأحكام متفاوتة منها المؤبد ومنها ما يزيد على عشر سنوات أو أقل، وأن باقي الأسيرات الفلسطينيات الثمانين موقوفات على ذمة التحقيق، يعتقلن بمجرد الشبهات، أو للضغط على أقاربهن لتسليم أنفسهم، ففي بعض الأحيان تستخدم النساء الفلسطينيات كورقة مساومة أو ضغط على المطلوبين الفلسطينيين كي يسلموا أنفسهم أو أن يعترفوا بتهم موجهة إليهم من قبل أجهزة الأمن الاسرائيلية..
إلى ذلك أشارت إفادات - أدلى بها عدد من الأسيرات الفلسطينيات إلى محامي نادي الأسير الفلسطيني الذين قاموا بزيارة إلى سجن (هداريم الإسرائيلي) المخصص للنساء، والذي تحتجز فيه (81) أسيرة فلسطينية - إلى الوضع اللاإنساني والقاسي الذي يعشن فيه داخل هذا السجن.
وأوضحت الإفادات التي تحصلت الجزيرة على نسخ منها: أن السجن يتألف من 11 قسماً، وفي كل قسم 13 غرفة، وخمس من هذه الغرف هي زنازين اعتقال.. وتبلغ مساحة الزنزانة 1.5 *1 متر، أما مساحة كل غرفة فتبلغ 1.5 * 3 أمتار.
وأفادت الأسيرة ثورة مرشد شلش المحكومة لمدة ست سنوات من مدينة جنين الى أن الفرشات التي ينمن عليها بالية ورطبة والطعام سيئ جداً وإن شبابيك الغرف والزنازين مغلقة بصاج الحديد مما يمنع دخول أشعة الشمس والهواء، واشتكت الأسيرة ثورة من سياسة التفتيش العاري والمذل الذي تتعرض له الأسيرات، ويتم الاعتداء بوحشية على أي أسيرة ترفض التفتيش الجسدي..!!
وقالت الأسيرة شيرين فايق عبد الرحمن من سكان بلدة الرام الفلسطينية: إن شرطة السجن قامت باقتحام السجن وجرى الاعتداء بوحشية وبالضرب المبرح على الأسيرات وتم رشهن بالمياه، مما أدى إلى إصابة عدد من الأسيرات بجروح ونقلت على اثر ذلك الأسيرة سعاد أبو محمد إلى المستشفى.. مضيفة: إنها تعرضت للضرب المبرح بالهراوات على رأسها، وجرى نقل الأسيرة آمنة منى المحكومة مدى الحياة إلى المستشفى بسبب الضرب.. كما أن إدارة السجن فرضت غرامات مالية كعقوبة على الأسيرات بسحب مبلغ 100 دولار لكل أسيرة وعقاب منع زيارة الأهل، إضافة إلى زج عدد من الأسيرات في زنازين انفرادية.. فيما قالت الأسيرة ديما محمد كلباني، من مدينة أريحا في إفادتها: إن الوضع داخل السجن مأساوي.. هناك نقص حاد في مخصص الكنتين الذي يصل عن طريق وزارة الأسرى الفلسطينية مشيرة إلى الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج للأسيرات المريضات، ومنهن الأسيرة زكية عويس من مدينة قلقيلية التي تعاني من عدة أمراض وهي أم تعول 11 طفلاً، وكذلك الأسيرة زهور حمدان وهي أم تعول تسعة أطفال من مدينة نابلس.. وأضافت الأسيرة ديما، قائلة: إن الأسيرات يتعرضن لضغوطات نفسية متواصلة بسبب ضيق غرف السجن ويتم إسماع الأسيرات كلاما بذيئا ولا أخلاقيا من قبل السجانين.. فيما أفادت الأسيرة عبير محمود عودة من مدينة الخليل أنها تعرضت للضرب عدة مرات على وجهها على يد السجانين بسبب رفضها التفتيش العاري، وقالت: عوقبت بالشبح على السرير لمدة أسبوع وجرى عزلي بالزنزانة لمدة 24 يوماً، وتعرضت خلال العزل إلى الضرب المبرح..!! وأشارت الأسيرة عبير عودة التي تعاني من قرحة حادة وتتقيأ دماً وتحتاج إلى العلاج السريع، إلى قلة النظافة في السجن وانتشار الصراصير والحشرات.. مضيفة: إن شرطة السجن شبحوها على السرير بعد تعريتها من ملابسها وطلبوا منها أن تفتح قدميها وهي عارية، وناشدت الأسيرة عبير كل أصحاب الضمائر التدخل لوقف الفظائع المخيفة التي تجري بحقهن..
وأدلت الأسيرة منال فتحي حمد من مدينة جنين بشهادة أن إدارة السجن لا تسمح بالخروج لساحة النزهة سوى ساعتين، وان الساحة ضيقة مساحتها 30 مترا مربعا، وان العلاج المقدم للأسيرات فقط الاكامول مشيرة إلى الهجمة القذرة بحق الأسيرات وان السجانين يتصرفون معهن بكل وحشية وانحطاط خلقي.
|