في الماضي القريب كتبت عن الدور الذي لعبته أمانة مدينة الدمام تحت عنوان (انتظروا الأمانة فلها في الهندسة دور ) في العدد رقم 11265 وتاريخ 4-6-1424هـ في صحيفة الجزيرة لاظهار اسواق مدينة الدمام وشوارعها وأرصفتها بصورة جميلة عكس ما كانت عليه تلك الأسواق القديمة خاصة منطقة وسط البلد وبالتحديد شارع الملك سعود الذي يعتبر شريان مدينة الدمام إضافة إلى الشوارع المجاورة له والمتفرعة منه.
وبعد ان جاءت فكرة تحديد مسار شريان مدينة الدمام وجعله ذي اتجاه واحد بدلا من اتجاهين والذي يمنح الأولوية للقادم من الشرق إلى الغرب بالدخول إلى السوق بعد عبور تقاطع شارع الملك سعود بشارع الظهران، ثم التوجه للمكان المخطط الوصول إليه.
قامت الأمانة بتحسين أرصفة الشوارع وذلك برسمها ورصفها بفن ديكوري جميل، جعل تلك الأرصفة تتميز عن باقي الأرصفة الموجودة في المدينة، سواء كانت في الأحياء السكنية أو في الأماكن العامة.
كما قامت مشكورة بتسمية الشوارع والأحياء السكنية وفقاً لخطط مدروسة جاءت بعد جهد جهيد وعمل فريد، حيث إن ما قامت به الأمانة يعتبر نقلة حضارية تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
ولكن ثمة نقطة مهمة يجب التحدث عنها هي مشكلة المواقف في الأسواق
فكلنا نعلم ان أية سوق أو مجمع تجاري لابد ان تجد إلى جواره مواقف للسيارات نظرا لازدحام الناس وكثرة السيارات التي يأتي بها الناس إلى تلك الأسواق لقضاء احتياجاتهم.
إن ما رأيناه خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وكذلك العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة من العام المنصرم ما هو إلا دليل على ما سيتم ذكره الآن، حيث شاهد الكثير من الناس عشرات السائقين وقد جعلوا من الأرصفة الجميلة التي قامت الأمانة بهندستها وتهيئتها للمشاة (مواقف لسياراتهم) في ظل عدم توافر المزيد من المواقف التي كانت يوما من الأيام تستوعب أعدادا كبيرة من السيارات قبل رسم خطة العمل الجديدة، حيث كثرت الانحناءات في نفس المواقف التي قد لا تفيد على الإطلاق.
خلاصة الموضوع هو ان الأمانة جزاها الله خيراً وُفقت في رسم الخطة الجديدة للعمل وترجمتها على الوجه الصحيح من الناحية الجمالية، ولكن لم يحالفها التوفيق جيداً في ترجمة بعض الأعمال من ناحية الفائدة الفعلية للبرنامج الذي طُبق بعد دراسة، وذلك لشغل مساحات كبيرة من المواقف التي كانت تساعد سائقي السيارات القادمين للتسوق وكذلك أصحاب المحلات التجارية وعملاء شركات مختلفة ولكل من له مصلحة في السوق من ايقاف سياراتهم خلال فترة وجيزة بكل سهولة ومرونة بدلاً من جعلها أرصفة كبيرة جدا من ناحية الطول والعرض وليس الارتفاع، الأمر الذي جعل معظم سائقي السيارات يستخدمون تلك الأرصفة لايقاف سياراتهم فوقها نظراً لعدم تمكنهم من الحصول على أماكن كافية في ظل عدم جدوى بعض تلك المواقف الموجودة حاليا لقلة مساحاتها وأرقامها الاستيعابية. فهل تطرح الأمانة هذا الموضوع على طاولة النقاش للبحث عن حل أفضل لأزمة المواقف في اسواق المدينة والحصول على ايجابية أكثر أم تترك الأمور كما هي حتى نتيح مجالاً للبعض لكي يُلقبوننا بالجهلاء عندما نستخدم الأرصفة الجميلة التي خُصصت للمشاة ك(مواقف للسيارات)؟
والله من وراء القصد
محمد عبدالحق / الدمام |