سئمنا الحياة سئمنَا الرَّدى
يجيءُ ولم نبلغِ المَقْصَدَا
رضِينا من العيشِ عيشَ الذَّلي
لِ حتى ولو لم يكُن أرغَدَا
نبيتُ على عتباتِ المُنى
ونمنحُها أمسنَا والغَدا
ونرسُمُ آمالنَا لوحةً
تُجسد حاضرنا الأسودا
تُخدرُنا كأسُ أحلامنا
وتسلُبُنا عزَّة المبتدا
ومليارنا ظل لا فارسٌ
أطل ولا صارمٌ جُرِّدا
وخُضنا بحاراً من الشجبِ ما
أعزَّ الإباءَ وما أبعدا
تجلَّت لنا الشمسُ لكننا
نمُدّ لها طرفنا الأرمدا
نُرقّعُ بالثلجِ إحساسنا
فيلهث في دَمِنا مُجهدا
ونجمعُ ما بعثرتُهُ الرِّيا
حُ في خلسةٍ من عيونِ المُدى
نُنادي وفي بيدِ أوهامنا
توارى المُجيبُ وضاعَ النِّدا
قَعدنا وقد جاهد المُقعدُو
ن عنَّا وما أعظم المُقعَدَا
توشح بالصبر مستعصما
بربّ يُناديه مُسترفدا
كأني به رافعاً إصبعاً
يُرددُ خالقه الأوحدا
أأحمدُ يا فادي القاعدي
ن كم قاعدٍ ما فدى أحمدا
مضيتَ كما شِئت لكنمَا
عدوكَ ما زال مستأسِدَا
رأوا فيك جِسماً نحيلاً حوى
كما الطودِ قلباً بَليغَ الصدَى
وهابُوكَ هابوا مضاءك في
صمودٍ تدُكُ به الجلمدا
وهابُوكَ عزماً تجُزُّ به
رؤوس الطواغيتِ والغرقدا
فثارت شياطينهُم ثورة ال
جبانِ ومدُّوا إليكَ اليدا
وكم حاولوا قبلها إنما
أُريدَ لأحمدَ أن يُحمدا
فيا أيها الرَّمز في أُمةٍ
تهاوى الرُّموزُ بها سُجدا
زرعتَ ليالي الكفاح سَناً
بهيَّا وحققتَ معنى الفِدا
وها أنتَ تسمو إلى غايةٍ
وتلقى مُرَادكَ مُستَشهِداً
بكينا بُكاء الثكالى وما
شفينا بها الخافِقَ المُوقَدَا
دِمَاؤُكَ كالسيفِ حين جرَتَ
بعيني وفي مسمعي كالحُدا
أأرثيكَ؟ كلاَّ أيا قاَمَةً
تَسامَت رُؤى واعتلت سؤددا
رأيتُكَ في رفعة ميتاً
كما كُنت حيَّا تُغيظُ العِدَا
وما كَانَ نَعشاً ولا مأتَماً
ولكنَّه حَفلُ عُرسٍ بَدا
عجِبتُ لمن عاش في عزَّة
يقُضُّ مضاجعهُم مُقعدا
أرادُوا لهُ الموتَ موتاً وَمَا
دَرَوا أن في موته مولِدَا